بقلم الشاعر⭐مدحت الجعذى
...( لا تعنيني الدنيا من بعدك )...
لا تهمّني الدّنيا بعدك و لا تعنينـي
لا يثيرني الحبّ دونك ِ و لا يستهويني
لا معنى لأيّامي لعمري ولا لسنيني
إن خمـد شوقي إليك وحنيني
لا قلب بعدك ِ يحمل حبّي ويأويني
لا حُسن بعدك يثيرني أو يغويني
لا شيء بعدك أستحسنه و يسرُّ عيني
وحدها الوحدة تضمّني
وسحبها السّوداء تعتليني
وحده الفراغ الرّهيب
يركن بسواحلي و يواسينـي
وحدها حرقة الهجر تلفحني وتكويني
ودمعة الأسـى كالبنزينِ
تلهبني وتشعل نيراني
أعانق طيفاً ظلّ بالأمـس يحضنني
وعن عيون القهر يخفينـي
ظلّ بالأمس يجرحني ويداويني
ظلّ بالأمس حلمي ويقينـي
ظلّ بالأمس وحده بلسماً يشفينـي
لا تهمّني الدّنيا بعدك
فلمن عساني أقطف صبحاً
زهــــــور الياسمينِ
من عساها بعدك
من قدح الغرام تروينـي
من عساها بعدك تخمد براكيني
ومن سواكِ عساها
تحسن مداعبة طيشي وجنوني
أيّ حضنٍ بعدك
يجمع شتاتي ويحتوينـي
سأنتظر عودتك على مرافئ السّنينِ
ذليس عدلاً أن ترحلي وتتركيني
ليس إنصافاً أن ينتهي قدري معك
يامن يسكنني هواكِ
من أخمس قدميّ إلى الجبينِ
إنّي أصبُّ جام غضبي
على قــــدري اللّعيـــــــنِ
فليس أقسى من هجركِ
يعاقبنــي به ويبتلينــي
وليس أكبر بلاءً من فراقك ياحبيبتي
يميتنــــــــــي وينهينـــــي
فمتى تأذن الأقدار وتأتينـي
وينساب عسل اللّقى من جرّة الأنينِ
ليس عدلاً أيّتها الأقدار
أن تقطعي الوصــال وتقطعينـي
ليس عدلاً أن تهجريني فلمن بعدك تكليني
ليس عدلاً أن تقطعي أحشائي بالهجر كالسكّينِ
ليس عدلاً أن ينتهي غرامك فجأةً
دون أن تعذرني الأيّام أو تخبرينـي
ليس عدلاً أن تشنقي حبّاً في ذاتي
نمى بين الأحشــــــــاء كالجنينِ
ثمّ تمضي إلى سبيلك
دون أن تسألي عنّي أو تسأليني
فحبّك ياحبيبتي وحده ينعشنـي ويحييني
وإن ضاقت الدّنيا بما رحبت
فحبّك وحده يسعدني وقلبك يكفيني
والدّنيا بعدك يا من أهوى أبداً لا تعنيني
مِدْحَتٌ الْجَعَدْي
تعليقات
إرسال تعليق