بقلم الشاعر 💢 محمد الباشا
قصة قصيرة
العنوان / صحوة مجنون
= = = = = = = = = = = =
إتقان دور المجنون صار حرفة تدر عليه الأموال ، استدرار عطف الناس جعله شحاذ ماهر ، راح يتسول كعادته يدق الأبواب متظاهرا بالبلاهة ، توقف عند أحد البيوت سمع صوتا وصراخا ينبعث من الدار نظر بفضول وإذا بجريمة قتل كاملة دارت أمام عينيه ، خطى الهروب كانت سريعة ، لفتت انتباه المجرم لما رآه قال له :
_ قف ايها المجنون ، لا تذهب وأنت محزون ، تعال كي أغدق عليك بالمال فلا تسيء فيٌ الظنون .
تركه متظاهرا بنوبة جنون ، راح يركض ويتفوه بكلمات غير مفهومة .
عاد إلى داره صار يحدث نفسه :
_ انا أمام أمتحان ، بين جنوني المصطنع وعملي الذي يفيض علي كالغدران ، وبين أظهار الحقيقة للقاصي والدان ، أنها حياة أنسان ، علي ان لا أترك الجبان ، يقتل في أي زمان ومكان وبأمان ، ليتني أحسن الخيار قبل فوات الأوان .
في اليوم التالي خرج كعادته ، لكنه رأى المحققين عند موقع الجريمة وبالقرب منهم المجرم مع الناس ، وشاهد أبناء الضحية يبكون ، أقترب من المكان قال :
_ كنت قبل اليوم كذاب ، أقوم بدور المجنون وأدق على الأبواب ، أطلب مالا كي أكنزه في سرداب ، او طعاما أكل منه ما طاب ، او لباسا يكون لي جلباب ، بالأمس جئت هنا لأستجدي وعند الاقتراب ، سمعت صوتا وأضطراب ، كشفت أستار الشباك فكان الضحية يعيش العذاب ، والقاتل يستلذ ويتمتع وفقد الصواب ، أطبق على رقبة ضحيته فصعدت روحها للسحاب ، والآن قد حان موعد العقاب ، لمجرم جاء بين الناس وهو مرتاب ، حضر كمنافق وكذاب ، وليستشفي ببكاء أهل الضحية والأحباب .
التفت الى الشرطة وهو يشير بيده إلى شخص بين الناس فقال للمجرم :
_ تبا لمن يزهق الأرواح كالشبح ، كم قتلت حلما وكم وئدت من فرح ، مالذي جناه ضحيتك وما الذي أجترح ، أما رق قلبك بتوسله الذي صدح ، أم ضميرك مات والعقل منك شطح ........
بقلمي .... محمد الباشا/ العراق
تعليقات
إرسال تعليق