بقلم الشاعر Ⓜ️ محمد الباشا
قصة قصيرة
العنوان/ شبح الظلام
= = = = = = = = = =
جاءت صديقتي تدعوني لحفل زفافها ، تفاجئت أن عريسها ليس من كانت لها معه قصة حب رائعة ، قالت بوجع :
_ لقد سقطت ضحية تقاليد وعادات ، ليس لي الحق في الاختيار لأنني فتاة ، أبن العم هو من سيكون رفيقي الى الممات ، لقد قتلوا فرحتي ورموني للاهات .
قلت لها :
_ هل رضيتي ان تكوني بلا قرار ، ما ذنب من أحبك بكل شغف وأصرار ، أهذا جزاء الصادق يقتل عشقه في وضح النهار ، ويرمى لليل موحش وغدار .
تركتني وأنا مستغربة ذهبت لحبيبها وقلت له :
_ لا تدعها وحدها في مهب الريح ، انها ضعيفة تخاف من الفحيح ، انياب الزمن بامالها راحت تطيح ، فاجتهد فإن مسار عشقك يحتاج لتصحيح ؟
رد علي وبدا عاجزاً :
_ أرسلت لخطبتها فكان الرد مرفوض ، تنازلت لأهلها وقدمت الطاعات والفروض ، وتنوعت مغرياتي لهم والعروض ، لكنهم زادوا على رفضهم بتهديدات لي فتضالت عندها كل الحظوظ .
ذهبت إلى حفلتها وانا أرى الناس يفرحون ويرقصون ، خفايا الفرح وجع ، تصرفات صديقتي ( العروس ) لا تنتمي للسعادة ، شاردة الذهن ، مبعثرة مشتتة واهنة ، تتكىء على صفيح حزن ساخن ، نظرت لامها معاتبة :
_ ألبستموني كفني قبل الأوان ، راية أفراحي وهمية بلا عنوان ، لا تظني أني سارضى بالذل والهوان ، لي عهد مع حبيبي لا ينتهي وان ابعد بيننا الزمان .
عنفتها امها بشدة وقسوة :
_ أياك ان تتمردين ، أيام الزواج كفيلة ان تنسيك مواعيد العاشقين ، مقاييس سعادتك وهمية مع من تحبين ، أنصتي لصوت الحكمة الذي به ستسعدين ، واخرجي من تفاهة الحب فإن نهايته أوجاع وأنين .
صديقتي كانت منهارة فقالت لامها :
_ نضوجي يكفيني لأميز بين الأمور ، قوة اندفاعي بثقتي لا عن غرور ، من اهواه وفى بعهده وأنا وعدته ان اكون له مدى الدهور ، لقد حان دوري لأفي بوعدي وعلى ظلمكم أثور ، وا أسفي على أمٍ بددت حلم أبنتها وقلبها فرحٍ مسرور ، أصطففتي مع أهل التخلف والجور .
دخل ابوها وقد كان غاضباً قال :
_ محاولاتك البائسة ماتت وانتهت ، قراراتي لا رجعة فيها ونفذت ، كفاك أحلاماً ذهبية من سراب فانها قد رفضت ، مصيرك لن اتركه عرضة لاحتمالات على الورق كتبت ، عواطف الهوى الطائشة تهاوت وأنهزمت ، أبن عمك قرار العقل الذي له حياتك تبسمت ، لذا أنظري لصروح الحب الرملية كيف تهدمت .
عيونها الماطرة وانفاسها المتقطعة راحت ترسم لوحة حب وئد ، تمالكت نفسها واستجمعت قواها فقالت لأبيها :
_ أبي ما خالفتك يوم ولم أأتي بجريره ، لكن هذه حياتي وعمري ومصيره ، لا ترميني الى زواج عيونه ضريره ، ارضاءاً لأعراف الأهل ورغبة العشيرة ، اني احتضر فانقذني قبل ان يموت الزهر ويقتل عبيره ، لا تتركني لشيء بات الشيطان في عقلي يثيره ، ربما بعد ذلك لا ينفع ندم أذا انطلقت مع اراءه الشريره ، ولا تفيد عضة الأنامل لأن بعد ذلك لا يمكن لشيء سأعمله من تغييره .
الصمت والاستغراب خيم على الجميع ، ركضت صديقتي لغرفتها لم أدركها ، أغلقت الباب عليها سمعنا صوت صراخ عالي ......
بقلمي ....محمد الباشا/العراق
تعليقات
إرسال تعليق