بقلم الشاعر ✍️ نزار الخطيب
......رجل شرقي.......
جلست وحيدا في شرفتي......
أدخن السيجارة.......
أرشف قهوتي......
أنفث دخان سيجاري......
أزفر من صدري الآهات.......
وتغمرني العبرات......
وأكتب في دفتري.....
ذكريات الماضي والحاضر....
أرى المارة في عرجات الطريق....
أرى هنا أطفالا يمرحون....
وهناك كهل وعجوزه ......
يتأبطون الذراع....
يضحكون ويتهامسون.....
كأطفال وقد غدت بهم السنون.......
ومن هناك أرى شبان يتمازحون.....
يتلاعبون بعشقهم المكنون.....
عجبا.....ثم ...عجبا....
في بلادي يضيع الإنسان....
يضيع الشوق والحنان....
من شرفتي أرسل القبلات لكم.....
إليك يامقلة العينين.....
أهديك وردة جورية حمراء......
لأحررك بعيدا من قيودي....
من عقلي المتين......
من حب تملكي لك......
نعم ....
أنا رجل شرقي......
بأفكاره .....بأنغامه.....
بكل جوارحه......
بأحاسيسه.....
لست شرسا في التعبير.....
لست عتلا بلا تفكير......
لاتخافي يافتاة أحلامي........?
من رجال الشرق.....
فمنهم العطوف الحنون.....
ومنهم القاسي المجنون.....
لاتظلميني ياشاعرة أحلامي.....
يامالكة حبي وأشجاني........
لاتكفري بالشرق........
فبالغرب مخدوعون.....
أنا رجل شرقي ........
أحافظ على خصال العربي....
أحافظ على تراث أجدادي....
أنا.........كما أنا.....
أعبد الله ......وأحب الرسول......
أنظر إلى السماء......
وأعد النجوم.......
أتغزل في القمر.....
وأبحث عن نجمة.....
أحب ليالي المساء ....
أحب المشي في المطر........
أحب المرأة ....أعشق ثغرها......
أعشق نظراتها المجنونة .....
أحب كبريائها......
أحب الحب ...وأكره الكره.....
أنا إنسان......
أنا لست بكافر .....
أنا لست ناكر للجميل.....
أنا لست مطبقا على أنفاسك.....
أنا معك ياعشيقتي......
أطلق سراحك......
من سجون الظلام......
من الأوهام.......
من مخيلتي وأفكاري...
محقة أنت في الكلام.....
فقد مات الضمير......
وغرقت العبرات......
عصورمن التخلف مرت ......
عصور من الأكاذيب والترهات.....
زرعوها فينا....
ليحكمونا...ليحطمونا.....
وخُلطت الأوراق......
فلا تظلمينا......ياحبيبة...
فقالوا بإسم الدين الهراء......
ورسموا خطوط الشعوذة......
فالإسلام من ذلكم براء.....
والدين دين الرحمة والزكاء......
لاتظلميني فأنا رجل شرقي......
لاتظلمي مجتمعي ......
مجتمع كحقل من الزهور.......
كأعشاب الربيع......
منه الداء ومنه الدواء.......
منه أهديك زهرة شرقية......
كم أتمناها لك.....
على رأسك الجميل........
مغروزة بشعرك الأجعد......
وأنت ياسمينة دمشقية...
وأنا أفكر بك ليل نهار......
كم أتمناك بجانبي......
وأنت مروية من مياه بردى.....
و من هواء قاسيون العليل......
كم أحبك أيتهاالمرأة الشرقية.......
لأتغزل بعيناك.......
لأكتب بك الأشعار.......
لأضرب بك الأمثال.....
لإنك لبيبة تفهمين الغزل.......
تفهمين كلام العيون......
وتذبيل الجفون......
من رموش مكحلة بكحل أسود.......
ووجنة محمرة من الحياء والخجل......
لله درك ياشرقية.......
فقد صمدت كالجبال شامخة.......
أمام الضربات العاتية......
فكنت الحبيبة والأم الحنون ......
أنجبت أجيالا وأجيالا......
تستحقين كل شيء.....
الحب والإجلال ......
الرحمة والإحسان....
بعيدا عن ذلك الشرقي الغشيم.......
فالشرق مليء بالكبرياء......
مليء برجال عظماء....
وأنت تبقين كما أنت....
لي حبيبة وعشيقة........
ولو طال الإنتظار......
د-نزار الخطيب
بقلمي....
.
تعليقات
إرسال تعليق