بقلم الشاعر 🔰Ⓜ️🔰 محمد الدقي 🔰Ⓜ️🔰 💝 تونس 💝

غرباءُ

غرباءُ في الوطنِ الغريبِ
تلهُو بأشباحِنا المقاساتُ
لا فرقَ بين البعيدِ و القريبِ
غرباءُ عن معاجمنا الأثيرةِ
تنزاحُ بنا الكلماتُ
لا فرقُ بين الصّفيِّ و الغريبِ
غرباءُ عن منطق المألوفِ:
يُشكّلُ الظلُّ أصلَهُ
و يئنُّ في الهواجرِ ، يا حبيبي 
غرباء في عواطفنا 
فلم  تعُد الأطلالُ تُشفقُ 
لبكائنا المُرِّ 
وللنّحيبِ
غرباءُ عن لغةٍ سلخْنا أصولَها 
بكى الفعلُ فاعلَهُ
و رثى المتبوعُ تابعَه
فيا  أخواتِ كانَ 
تمرَّغْنَ كما تشأنَ في كل تركيبِ
فلقد أضلّتنَا الوظائفُ
لا الرّفْعُ يرفعُ شأن الفواعلِ
و لا النّصبُ في الإعرابِ وَسْمَ الفواضلِ
تُحاصرنا حروفُ الجرِّ في كل جملةٍ 
و تصيدُنا صيدَ الفرائس 
بالسّوط ينقادُ القطيعُ 
و على حوافر الرّيح يلهو الرّبيعُ
و على خطى العابرين نمضي
كما كانوا كنّا
منّا،  إذن 
يتشكّلُ المعنى المُصفّى 
و إلى ما وراءنا يشدُّ المريدُ رحالَه
سيقول في أوراده :
عليكم ما تستحقّون من تقاسيم الرّثاءِ
أشفقتُ حين أَفقْتُ 
على ما بكم ، يا هؤلاءِ 
حلَّ الوداعُ 
عنكم و عنّي سقط القناعُ
لا تتّكئْ على وهْمٍ يُساورك 
لأنَّ الغيابَ فراغٌ 
لا تضَعْ نبضاتِك كلّها 
في سلّةِ الوجْدِ
فقد يذوب فؤادُك كَمَدَا
انظرْ إلى ما حولكَ ، الآن
تَجِدْ هشيمَكَ في المدى
قد أجَّجَ الوَمَدَا
فاستلطِف الرّيحَ كي لا تُثِيرَ غبارَها 
و أنتَ حِلٌّ هنا 
تستوطنُ في أحداقِها البَلَدَا
سيُوثِّقُ التّاريخُ أنَّكَ مارقٌ 
مزَّقْتَ كلَّ الضَّوابطِ
و المعدُودَ و العددَا
غرباءُ ، إنْ فاضتْ عيونُ القصيدةِ 
يستنكر الطّلَلُ الوقوفَ عليه 
فنهيمُ في طرق القوافلِ كاليتامى
نستقبل الوافدينَ
و نُشيّعُ الذّاهبين إلى يُتْمِهم
غرباءُ نحن يستبدّ بنا الحنينُ 
إلى مَنْ يُكفكفُ في العيونِ دموعَها 
و يُبَدِّدُ نُتَفَ الظّلامِ 
و يُشعلُ في الخيام شموعَها
غرباء نحنُ كالهواملِ قد أضاعتْ نُجُوعَها 
مَن يرُدُّها إذا ابتلعَ التّيهُ خطاها 
و مزّقَ الشّوقُ ضلوعَها 
غرباء في أوطانا بأشجاننا على أطلالنا
قد غصَّ عدّادُك
 و أسقطَ المعدودَ و العددَا  
سيُدوّنُ التاريخُ غربتَنا 
و أنّكَ مارقٌ 
تَأْبى العيشَ مُضطَهَدَا 

محمد الدقي  / تونس 
    أوت 2022

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

✍️بقلم الآديب ✍️ نعمه العزاوي

بقلم الشاعر ✍️🆗👉 احمد زيدان ✍️🆗👉 كلامك منعش وبه اتضاع✍️🌹👉

بقلم الشاعر 🟣⚫ محمد سليمان ابو سند🔵⚪ قرينة الروح⚫🟣