بقلم الشاعر 💕Ⓜ️💕 ابو علي الصبيح Ⓜ️💕Ⓜ️يقولون : الأصيل له فصول 💕
★·.·´¯`·.·★يقولونَ : الأصيلُ لهُ فصولٌ وأصلُ الفصلِ عندَكَ مُستواكا
ابوعلي الصبيح منبر الأحرار فلسطين★·.·´¯`·.·★
على ظهر الخيولِ أرى خيالا
على وجه الحقائقِ لا رجالا
طويتَ عمرَكَ في يومٍ بهِ اختَزَلا
تلكَ التَواريخَ والأعمارَ والمِلَلا
ثم امتَشَقتَ من الهَيجا عزائِمَها
فاستَنصَرَتكَ وأَحنَت رأسَها الخَجِلا
فاختارَكَ الخُلدُ لمّا كنتَ مُنتَصِراً
تُردي النَّذالَةَ والإحباطَ والأَجلا
هَبَّت إليكَ بروقُ الشَّوقِ من مُدُني
الى تُرابِكَ تَلقى عندَهُ الأَمَلا
تَشمُ عطرَكَ مَشبوباً بأورِدَةٍ
باتَ النَّجيعُ لهُ حِلاً ومُرتَحَلا
تأتي إليكَ مِنَ الأقطارِ أفئدةْ
تَبدو بها فلسطين لو تَنظُرُ المُقَلا
تاقَت نفوسُهُمُ للوَصلِ والِهَةً
واشتاقَ ثانيَةً لُقياكَ من وَصَلا
يا نازفَ الجُرحِ ما نَلقى بمَأذَنَةٍ
عند الظَهيرةِ غيرَ الجُرحِ مُبتَهلا
تَحَشَّدَ الكونُ في أطرافِ مَسألةٍ
ماذا يقولُ لهُ الإعجازُ لو سَئَلا
بها نغزو سباقًا في سرابٍ
وكم في غفلةٍ رامتْ سجالا
تطأطأ رأسَها خِزيَا وذلًّا
وكم فقدتْ من الذُلِّ الجمالا
حوافرُها تراءتْ كالمرايا
وما تدري التراب ولا الرمالا
ولم تعرفْ سوى بالسَّهلِ سيرًا
وما دكّتْ على الباغي جبالا
ولا عرقتْ لها خصلاتُ شَعْرٍ
ولا حازتْ مِن العزِّ الخصالا
ولا كرَّتْ على عادٍ غَشُومٍ
ولا طاقتْ على الصَّعبِ احتمالا
ولا نزفتْ لها في الحربِ يومًا
دماءٌ .. نزفُها ... كان الحلالا
ولا ظفرتْ بما يزدانُ فخرًا
ولا نصرًا .. به حازتْ جلالا
فالعادِيَاتُ تُغِيرُ معْ فُرسانِها
وأبو البِغالِ تَسوقُهُ الأنذالً
يا أيُّها المَعمِيًّ في عِزِّ الضُّحى
يا أيُّها المَعتُوهُ...! كَيفَ تُكالُ
أنتَ المُقَدَّمُ في الخِيانَةِ جَهْرَةً،
أنتَ الغَبِيُّ ، وخَلْفَكَ الأَبغالُ
أنَقَضْتَ آياتِ الكِتابِ صَراحةً؟
وغَفِلْتَ عنها حالَما وجَبَ القِتالُ؟
إقْرأْ ورتِّلْ هاهُنا ... ماذا تَرى؟
أوَعَيْتَ شَيئاً ؟ أم دَهاكَ خَبَالُ
طَبْعُ الخَؤونِ غَباوَةٌ ومَذَلَّةٌ
مَنْ حاوَلَ التَّطبيعَ ...! فَهْوَ ضَلالُ
إنْ كانَ قد رَضِيَ النَّذالةَ خائنٌ
فالقُدسُ عاصِيَةٌ ، وجُنْدُها الأبطالُ
ولا هامتْ سوى بالرقصِ تزهو
يمينًا في المَراقصِ أو شمالا
شكتْ من وزنِها البادي عظيمًا
كما تشكو من الخزيِ الخبالا
مُطَهَّمَةً وكم تختالُ حتى
لقد زادتْ على الدنيا اختيالا
وكيف لها بذاكَ التيهِ تغدو
ولم تشهدْ لها الدنيا اقتتالا
ولا رأتِ العيونُ لها "صُهَيْبًا"
عَلاها ولمْ تجدْ فينا "بلالا"
إذا لم تلقَ فوق الخيلِ حُرًّا
فكيفُ ترومُ للخيل النزالا ؟!
__________________
قصة حقيقية لجدنا وفارس عشيرة الصبيح
جدي المغفور ويوثقها عمي أحمد علي عقله الصبيح من مهجري عرب الصبيح فلسطين فرسان بيت المقدس
الفارس والفرس والبر بالقسم .
وﻷن الفرس كانت سببا مبكرا لشهرته
أحببت أن أوثق جزءا من سيرته الذاتية بهذه السطور.
لقد اقتنى والدي الشهيد علي النمر -رحمه الله - فرسا أصيلة من سلالة الجلفة والملقبة بالزرقاء.
وكان من شدة حبه لها وتعلقه بها يوردها ليس على الماء فحسب بل على قدر الحليب مفضلا إياها على أفراد عائلته جميعا .
وبالفعل فقد كانت الفرس تستحق منه هذا اﻹيثار .
ﻷنها كانت من سلالات الخيول العربية اﻷصيلة وتعد في عصرها من أجمل الخيول وأحلاها هيبة.
كما كانت على درجة فائقة من اللياقة والقوة في التحمل والسرعة في العدو.
فقبل أن يدفع ثمنها لصاحبها وكالعادة الجارية في تلك اﻷيام دعا والدي أحد نسابة الخيل ليطّلع بسياستها ويبدي نصائحه لوالدي في أمر شرائها من عدمه.
وبعد اﻻطلاع قال السائس لوالدي مبروكة لك يا أبا حسين.
أمّاالفرس يا علي فهي أصيلة وجميلة وقوية وصاحبها يصيب من الشهرة مبلغا ،وراكبها تقضى حاجته بإذن الله،ولكنّ نهايتها ستكون مفجعة وستباع بأبخس اﻷثمان .
وبالطبع فلن أكون مبالغا فالفارس والفرس كما عرفتهما الناصرة وقضاؤها بل ومنطقة الجليل عموما قد بلغا شهرة وصيتا عظيمين.
فملاعب الخيل وميادينها في جميع المناسبات تشهد للفارس الشهيد علي النمر وفرسه الزرقاء بالبراعة واللياقة والجمال والهيبة وروعة الظهور .
ولقد حصل الفارس على جوائز السباق للمرتبة اﻷولى في الكثير من المناسبات وﻻ أبالغ فقد كان محسودا على مكانته الرفيعة وجمال هيئته وفروسيته، وهذا ماقرأته في كتاب اﻷستاذ العونة مشكورا (الصبيح تاريخ وراية) حيث ذهب الكاتب الى جميع القرى في قضاء الناصرة يسأل وجهاءها ما ذا تقول في علي النمر حتى بلغ به اﻷمر أن يوجه سؤاله الى كبار اليهود في المستعمرات القريبة والذين عاصروا علي النمر وشاركوا في المسابقات في ميادين الفروسية قبل الهجرة من الوطن.
كان ذلك من مطلع شبابه وصوﻻ الى سنة الهجرة والتشرد من فلسطين حتى تبدّلت الحال من عز ورخاء الى تشردٍ وفقر وسوء حال.
لقد شعر الفارس أنه لم يعد بإمكانه إعالة فرسه ولكن عز عليه أن يبيعها.
وبينما هو في حالة من التردد فقد سرقت الفرس من مربطها ذات ليلة ولم يعلم عن مصيرها شيئاً.
يومها قام الفارس بإبلاغ السلطات السورية عن الحادث وبدورها فقد أبلغت السلطات السورية السلطات في الدول المجاورة بحادث سرقة الفرس .
( يرحم أيام زمان لما كانت الدول تهتم بهيك أمور ).
ولكن والدي لم يكتف بهذا اﻹجراء فقد أرسل في البحث عنها مجموعات من أقاربه الى كل المناطق في سوريا واﻷردن .
وطال أمر البحث ولم يأت أحد بخبر عنها.
وبعد مرور أشهر على الحادث إذا بمخفر مخيم خان الشيح /سوريا -حيث نقيم -يوفد الى والدي أحد عناصره ليبلغه بأن فرسه قد تم ضبطها من قبل السلطات اﻷردنية مسروقة ويطلب منه الحضور لدى المعبر الحدودي اﻷردني السوري ﻹستلام فرسه الزرقاء.
تلقى والدي هذا اﻷمر وفي الحال غادر على وجه السرعة الى النقطة الحدودية واستلم فرسه من السلطات اﻷردنية وبالتنسيق والحضور مع الجمارك السورية في النقطة نفسها.
وبينما هو في طريق العودة ممتطيا صهوة فرسه خطر له أن يمر بأحد أصدقائه الفرسان وهو زكي النمريني والمقيم بعد الهجرة في قرية تسيل الحورانيةو ليبشره بعودة الفرس وليمكث في ضيافته ما شاء .
وكانت تربط بينهما علاقة أخوية مفعمة بالصدق واﻷمانة والمودة منذ شبابهم اﻷول وفي ميادين الفروسية وملاعب الخيل.
و لقوة الرابطة اﻷخوية بينهما أقسمت زكية شقيقة زكي الصديق الحميم لوالدي أنها حال زفافها إن وفقت الى ذلك أن ﻻ تزف إﻻ على فرس علي النمر .
وهنا كانت المصادفة المذهلة لوالدي عندما وصل الى بيت صديقه، فقد ألفى أهل البيت يحتفلون بزواج ابنتهم زكية .
حينذاك تذكر فارسنا ماأقسمت عليه العروس أيام فتوتها قبل الهجرة من فلسطين، وأغرورقت عيناه بالعبرات فرحا بالوفاء بوعدها وبالبر بقسمها .
وما كان منه إﻻ أن يكسو فرسه حلتها الجميلة
ويقدمها للعروسين ليزفا على صهوتها.
لقد فرح الجميع بهذه المناسبة والمصادفة الرائعة التي حباها الله عز وجل في بره قسمها وفي الوقت المناسب !!!.
حقيقة كان في ذلك مكرمة إلٰهية للفارس بعودة فرسه من أيدي اللصوص وبر الله تعالى قسم الفتاة يوم عرسها.
ذلك ما كان من تدبير مقدر اﻷقدار الذي هو كل يوم في شأن إكراما ﻷهل اﻷمانة والعفة في الصحبة والصداقة.
و نعود لنبوءة السائس فقد وافق مصير الفرس ما قاله السائس عما سيؤول إليه مصير الفرس في آخر حياتها فقد بيعت الفرس في اﻷردن و بأبخس اﻷثمان لعدم قدرة الفارس على تأمين قوتها .
وبعد فترة من الزمن اشتعل في نفسه الحنين لرؤية الفرس وما آل إليه حالها حتى وقف على مربطها يوما فلم يسره حالها حينذاك فلم يتمالك نفسه بكاءً على ماض كانت فيه سببا في إكتسابه الجاه والشهرة والصيت الواسع في القضاء كله.
إنهم اليوم جميعا في دار الحق .
تعليقات
إرسال تعليق