بقلم الكاتب Ⓜ️Ⓜ️د. أيمن غنيم Ⓜ️Ⓜ️ الدين والحياة💕مصر💕
الدين والحياة
للكاتب أيمن غنيم
يقول الله تعالى فى محكم التنزيل
""اعملو على مكانتكم إنى عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ""
تلك هى القوة المزدانة بالثقة بملكاته ومكانته المرموقة التى منحنا الله إياها لمجابهة بيارق وهتافات الضعف البشرى والانتكاسات التى قد تفتت قوانا وتوهن عزائمنا ونتخاذل عن نصرة الحق وتنتابنا نوبات صرع أرهص فينا التماسك وجعلنا نتخبط متأرجحين بين صواب خافت وباطل متبجح .
لا نقدر على تصويب الباطل ولا نقدر على دحض همم المفسدين بتذيلنا قوائم الحيادية والنزوح إلى المنطقة الآمنة وهى لسنا مع الباطل ولانؤيد الثواب .
تلك البقعه وتلك المنطقة وهى التى تتجاهل الباطل ولاتؤيد الحق أشبه بمثلث برمودا إذ انه يعرقل ثوابت الحياة ويغرق سفن نجاتنا من مخاطر تلك المغبة السوداء والتى يتسم بها عصرنا وتتلون بها أيامنا .
والتى تتخبط مابين عادات بذيئة توارثناها عن جهال واستعمار.
وطفقت تجوب كل سلوكياتنا ونعهدها كعادات يومية أو مناسبتية ومورثات ثقافية لاتمت إلى ديننا بصلة إلى انها أصبحت ذات طابع أصيل فى إفرازات مجتمعاتنا الحمقاء فى مناسباتنا وسلوكياتنا وحتى أطر أفكارنا وقد سميت مثل هذه المسائل بالموضة أو الإتكييت وأصبح الكل يتبارى فى مسابقات غير معهوده إلى الانطلاقة والسبق فى هذا المجال.
حتى إذا ماكانت تتعارض مع طبيعة الدين أو الخلق القويم .
ورويدا رويدا انخرطنا فى تلك المتاهة التى أرهقت كاهلنا ماديا وأبعدتنا عن دين الله معنويا . حتى تشكلت الحياة بوابل من التفهات المعاصرة وأعتادت الناس حب المظاهر والشهوات والإنفتاحية السوداء والتى لا تعرف حدودا أخلاقية أو انغلاقية ذاتية لها إحترامها وقدسيتها .
وانطلقنا فى فضاء الرحب مسخ كل حياتنا وحولنا إلى ترس خامل فى منظومة بلهاء بلا دور أو مقصد وإنما عصفت بنا فى متاهة المسخ وتخلى كل منا عن دوره المنوط به فى عمله ورقى أدائه .
فى مجتمع تعطلت كل أدواته. وانتهكت كل حرماته. وانسابت شطآن مثله وعلت طوفان فجوره .
وارتدينا أحلى الملابس ونفوسنا خاوية ومتسخة بغبار الطمع والضعف الكامن المستكين فى عدم مواجهة الباطل والانخراط فى استكانة وخضوع لما يحيطنا بابتسامات البلاهة.
قانعين أننا نواكب التقدم ونساير الموضة . ونخدع أنفسنا بأنه قانون الحياة . أية حياة هانئة هذه وملامحنا ممسوخة . وعقولنا شاطحة تجنح للخداع باسم الظروف .
وتعهد الضلال باسم المعايشة مع الواقع
ولذا نعيش أفخم القصور ونحن تعساء . ونلبس أبهى الملابس ونشعر بالعراء . ونختال ضاحكين وعيوننا تبكى متألمين والكل لايدرك ماهى الأسباب الخفية وراء تللك الإنهزامية رغم المغالطة بالانتصار والتألق . وكله زيف مشاعر ارتسمناها ببسمات صماء. وعيش بلاروح .
اتدرون ماهى الأسباب الكامنة وراء تلك المغالطات والانتكاسات .؟؟؟؟
هى الفجوة مابيننا وبين أنفسنا . ولأننا تسلخنا من جلدنا ولبسنا جلود أصابها داء الجرب وشغلتنا ألوانها وبريقها ونسينا أنه اجرب . لا يمكن أن يتعافى
وارتسم على واقعنا روح الانهزامية والانخراط فى دواماته بلا وعى بالجهات المقصودة.
ولكننا نمضى ونساق طوعا ودون أدنى مقاومة نرتضى الحياة بما هى عليه . وبلا حراك ثقافى ينشد الوعى والتوعية لما هو يهدد أماننا وحياتنا حتى مع بعضنا البعض .
وبلا دين يستوجب علينا ممارسته بروحانياته الراقية وجمال نسكه والتى تدعم الخير والرفاهية للبشر جميعا .
والحل الأمثل لمثل هذه الكبوات التى تعتم رؤية الحياة بجمالعا وبريقها الفاعل فى إضاءة طرقها .وتلمس نورها الحق. فى المضى قدما نحو مستقبل مشىرق لنا ولأولادنا .
هو القوة فى مجابهة الباطل حتى بمقته وعدم الانصياع لسبله أو القوقعة فى دوائر العذوف عن المشاركة فى إصلاح المجتمع وتغيير ثقافاته المتوارثة من الغرب أو من الطوائف الأخرى والتى خربت علينا سياج الحياة الحصين .يوم تخلينا عن كينونتنا كمسلمين موحدين بالله . وتتبعنا هوى النفس وهوى الناس ونسينا واقعيات الحياة الأصيلة فى استيعاب الأذمات والمبادرة بالأستيعاب لقصور المجتمع .
كن قويا مقداما ولا تخشى فى الله لومة لائم ولا تخبو بأصولك وافتخر بها ودعمها واعلو بها وانهج الخير مهما كان متعثرا . وحفز خطاك إلى الأصوب مهما كان باليا أو لا يتمشى مع الموضة الزائفة سلوكا ولبسا .
ومضيعة الوقت هباءا منثورا فى أشياء فرضت على واقعنا وببلاهة نرتضيها.
تعالوا بنا نشجب ونشطب من حياتنا كل مايشينها وكل ما يشعرنا بأننا إمعة . وتعالوا بنا نتخلى عن عاداتنا المبتذلة . ونعيش كما نرتضى نحن وكما يرتضيه الله والدين ونسارع بالاقدام على تصويب أهدافنا من كونها فردية عبثية لكونها قومية ناشطة تدعم كل مقومات النجاح للفرد والمجتمع .
الغريب كل الغريب أن الناس والمجتمعات وخاصة المصرية . تقام على هلاميات وابواق سينمائية مهلهلة وأصبحت خيالاتنا تفوق واقعنا . وتناسى الناس الواقع بالخيال . وامتهنا جميعا مهنة التمثيل .فكلنا نرتدى أقنعة الخيال وتركنا منظومة الواقع خالية من سلوك سوى وخالية من قدوة أو مثل وخالية من حياة برمتها .
وأصبح مايتردد فى الأفلام والمسلسلات هو الواقع الحقيقى رسمه مخرجين داعريين ليرصدوا ويتتبعوا حالات ربما تكون واقعية لكنها فردية محدودة وصورها برؤية انتحارية مجتمع فاضل بأيدى أناس خلطوا العاطل بالباطل فأنتجوا ذاك المجتمع الخامل .
فهل يليق بقوى أن يرتضى لنفسه المسخ الفكرى والشرود الذهنى والعبث بمقدارت أمة بأسرها . ونصفق لهم وندعمهم بلا أدنى نقد ولا هجوم.
ونحصد خيبة رجاء وانحطاط يبعدنا عن كوننا أناس اكرمها الله بدين قوى عفى متين يمتن أصحابه ويقوى أتباعه وينقى روث أفكاره ويضعه على طريق الإستقامة حتى لو اعوجت كل الطرق . تلك هى المعادلة أن
القوة والهيمنة على الذات وعدم الرضوخ لواقع ممسوخ هى من أجمل الخصال التى يجب أن نتحلى بها لكى نكن على أعتاب عالم أفضل .
تعليقات
إرسال تعليق