بقلم الأديب Ⓜ️Ⓜ️د. ايمن غنيم Ⓜ️Ⓜ️ معاييرالسلامة في العيش والتعايش مع الاخرين
معايير السلامة في العيش والتعايش مع الآخرين
لأيمن غنيم
تلك هي المعايير التي يمكن أن نبني عليها طبيعة أفكارنا. ونهيمن بها علي جورحنا ونهذب بها نفوسنا. ونسير علي هديها فلا فاقدين ولا مفقودين ولا عن زمرة الأتقياء متخلفين. فهيا بنا نمسك بزمام التقوي، ونلزم أنفسنا بإيقاع إيماني وسياج تشريعي وإدارك قرآني يحمي من هواجس النفس الأمارة بالسوء ويدعم خطي الحياة بمزيد من الثبات والإنطلاقة نحو الأصوب.
فإن كنا مفارقين من نحب ومن نخالل فكان لزاما علينا ألا نفرط في الإمعان في الصحبة والحب والإفراط فالكل راحل وبلا بقاء. وفقط ما يصاحبك إلي قبرك هي تلك الحسنة التي تكسبها. وذاك الخير الذي تنتويه، وذاك الصلاح الذي تبتغيه فأدعم ما يبقي لمماتك قبل حياتك. ولتكن هي أولي مطالبنا ومكمن سعينا.
فلنمعن النظر * في قول الله تعالى : " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنّة هي المأوى " فليكن جهادنا الأعظم هو مقاومة النفس في مواجهة الهوي وبتر سواعده وتعجيز قوته والهيمنة علي دوافعه الشريرة وإعادة توجيها للأصوب والأقرب في معية الله يكن الخلاص وتكن النجاة من الدنيا وفتنها والإفلات من هلاك الفتن وعبثيتها ذاك هو الأمان المطلق.
وإذا أمعنا النظر في قول الله تعالى :"ما عندكم ينفذ وما عند الله باق "
كانت البشري في أن كل ما نفعله لله وفي الله هي الأكثر بقاءا والأكثر نقاءا فلا شئ يبقي ولا يدوم في هذه الحياة. ونحن راحلون تاركون الدنيا وما فيها وما عليها لا نملك إلا ما وجهنا وجهته لله وفي الله. فلا حياة تجدي وقد تفني النعم ويزول السلطان والملك مهما طال. فهو حتما إلي زوال فكانت الحقيقة الدامغة والثوابت الفاعلة للنزوح إلي عوالم الله وكنف الله. ذاك هو الضمان الكامل.
وإذا نظرنا لقول الله تعالى : " إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم "
فلا كرامة ولا عزة ولا نصرة ولا قوة إلا في تقوي الله. فليس هناك طريق أكثر إستقامة ولا أكثر نجاة من تقوي الله في السر والعنلن حتي نفوز بتلك المرتبة ونعلو لهذه المنزلة. فلا حياة ولا نعيم ولا سعادة إلا في تقوي.
وإذا نظرنا إلى قول الله تعالى*
*نحن قسْمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا "
فلا بغض ولا حسد ولا صراعات مضنية ولا صولات ولا جولات عبر دروب الحياة المجحفة.فقسمة الله رضا وسكينة.وليس هناك تفرد ولا خصوصية في انتصارات ولا هيمنة علي كل المكتسبات إنها هبات من الله لمن أراد. فلا يحسد بعضنا بعضا ولا يعادي بعضنا بعضا. ولكن في خضوع كامل واستسلام لقدر الله فإنه ماكان لك لم يكن يأتيك. فتلك هي القناعة وأجمل صنوف الرضا.
وإذا نظرنا إلى قول الله تعالى : " إنّ الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدوّا " سوف ندرك أنه لا مجال للعداوة بيننا ولا تصارع ولا قتال ومباغتة أو كراهية أو نزال. لأن عدونا واحد وهو من يريد شقائنا وإنهزاميتنا وهو من يوقع القتال والنزال بيننا وهو من ينشر الحقد والبغص والضغينة والفساد بيننا. وهو الذي يحارب الخير والصلاح بيننا فتحابوا وانسرو الحب بينكم تنتصروا علي عدوكم وهو الشيطان اللعين فتكن النجاة. فلا حرب ولا دمار وساعتعا ينتشر و يعم السلام.
وإذا نظرنا إلى قول الله تعالى : " وما من دابّة في الأرض إلا على الله رزقها "
فكان الأمان وكانت الطمأنينة أنه لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت. عليك فقط بأخذ الأسباب وأترك النتائج علي الحي الذي لا يموت مدبر الأمر فلا هم ولا كدر ولا معاناة. ولا تنافس ولا بغض ولا كراهية ولا حسد ولا حقد فكل ميسر لما خلق له. ولن تموت نفس إلا أن تستوفي وأجلها وتنعم برزقها
وإذا نظرتُ إلى قول الله* *تعالى : " ومن يتوكّل على الله فهو حسبه "
فلا توكل علي مخلوق وإنما علي الله الله التوكل فكان الملاذ الآمن لكل خوف والقوة لكل ضعف. فعلي الله توكلوا واسعوا إلي رضاه تهنأوا بالحياة وتسعدوا بالآخرة
تلك هي معايير الحياة السوية فلا هي عتية ولا شقية فقولوا
"لا إلــــــه إلا الله" واعملوا بها ولها *فما طابت الدنيا إلا بذكره*
*ولا طابت الآخرة إلا بعفوه*
تعليقات
إرسال تعليق