بقلم الشاعر 🌐🌏 معروف صلاح احمد🌐🌏 اناوغزة 🇪🇬مصر🇪🇬
( أنا وغزَّة )
أنَا وغَزَّة والمَوت
ووَفرةُ نَسِيجِ الليلِ الطوِيل
أتينَا من المَجهُول
ندلفُ من تَحتِ الغُيُوم
نعبرُ من فوقَ الأسَى
يذبحُنا اللئيمُ العَوِيل
لا يُريدُ للصبَاحِ أن يكُون
ما زالَ يعشَقُ الظلامَ البَهِيم
يجعلُ الأوطانَ بقايَا أنثَى وعَدَم
بينَ يدي الرَّحِيم يَأبَى أن يَهُون
مُلغَّمةٌ بِالنِّارِ قلوبُ العذَارَى
مُفعَمَةٌ بِالعَار
ذِكرىَاتٌ ثكلَى أتت حَيارى
اجتثَّت الأركانَ والزوَايَا
جذَّت بقايَا الضيعاتِ والتكايا
حيَّت البرَايا بِدمِ الشهداءِ
الأحمرِ القاني بينَ الحَكَايَا
كالهدَايَا مُلطخٌ بينَ المرَايَا
بين القاصي والداني
يعبرُ الصرُوحَ يطمسُ الجاني
مُعتقةٌ بِأبشعِ صِورِ المَمَاتِ
كتاباتِي وألحاني
مَا كلَّ هذا الحِملِ الثقِيل
الذي يأتِي بالعَاهَاتِ وما فاتَ
طيفي وهوَاني !
سيرَاني في الأحلامِ
مِشنقَةً من خيوطِ حَريرِ
سُمِّ أفعَى وعَنكبُوت
لن تضيعَ الخُطا في وطني هبَاء
لن يُمحَى نورُ الطريقِ ( للجليل )
لن يُزوى زيتُ القِنديلِ ( للخَلِيل )
حينَ تغفُو العينُ فَينَة
تتبعُها قَذيفةٌ مُدويَّة
لحظة بعد لحظَة
تسهرُ الأحشاءُ
من السقمِ والألمِ مليًّا
لا ترتجي النورَ غَضِبّا عَصيًّا
لا ترضي الأجلَ بديلًا بقيًّا
هذا الكونُ من بعدِي سرَاب
مَساءٌ في مساء
عُصفُورُهُ يَرجُو وحشَةّ ورجَاء
والغصنُ ليِّنٌ ومَكسُورٌ ومَهجُور
ومطيُورٌ ومملُوءٌ بالدمَاء
أنا يَا غَزةُ الفَوت
والليلُ والغُربةُ والقتلُ والدَّمَار
كُنَّا كََكُثبَانٍ ورمَالٍ وتِلالٍ وجِبَال
في وجهِ الصحَرَاءِ حِصَارٌ وعنفوانٌ
هل ينبتُ البانُ والأُقحِوَانُ والبيلسَان
وغضونٌ من شجر الليمونِ والزيتُون؟
هذهِ مدينةُ الأنبياءِ والمُرسلِين
لا تعرفُ طعمَ السحرِ واليَاسَمِين
ملفوفةٌ بينَ الشاشِ والقُطنِِ والأنين
والكُرسِفُ يُغرقُ عطرَها الفواحَ
بينَ النحلاتِ والنخلَاتِ سَميرُ الطنين
أنا وغزة والعُربُ وفلسطِين
وهذا الليلُ المُدلَهِمُّ سِنين
زوبعَةٌ في فِنجَانِ قهوةٍ أو شَاي
يغلِي الماءُ بِلَا طَعمٍ من الفَوَرَان
بصرخةِ نبضٍ من الهَذيَان
ولونُ الخِزِيِّ بِدَائرةِ السكُون
مُرفَّلٌ ومطرَّزٌ ومَكمُوم
ينتظرُ قوسَ الرحمَنِ
في أفُولٍ وذهُول
من نغمةِ الحُلمٓ الفرِيدِ الجَديد.
.........................................
معروف صلاح أحمد
تعليقات
إرسال تعليق