بقلم الشاعر 🌹 🌹 د. احمد البنا 🌹🌹 أحلام زائفة 🌹⛳ اليمن ⛳

#قصة_قصيرة 
( #أحلام_زائفة )
بقلمي/ أحمد البنا

ترتسم أحلامك الكبيرة .. فاراها ماثلة أمامي ، بهارج و صور فخمة ، رفاهية حياة غير عادية ، أتخيل لون فستانك المميز ، و حديث الناس عن تسريحة شعرك ، و احذيتك التي لم تدرك ماركتها بعد ، خطواتك الرشيقة والتفاتتك المذهلة ، وجه يتوهج جمالاً يشع جاذبية أسرة ،
وأراك تمتطين سيارتك الفارهة والناس تتوزع هنا وهناك تتزاحم تلوح أياديها من كل مكان ، وتهتف بإسمك ،
كم أنت محضوضة فاتنتي ، والاضواء لا تفارقك ليل نهار ،  تجاهد الرجال من كل حدب للإنحناء أمامك ليحضوا بلمس يدك تقبيلها ، تكاد العيون تبتلعك ما بين رغبة وغيرة ، وأنت لن تتوقفي طويلاً بحلم واحد ، لا وقت يتسع ، ولا جدول أولويات ينتظر ، لأنك نجمة ساحرة تومض بالطول والعرض.. 
عزيزتي .. أنت بالفعل اجمل نجمة أضاءت سمائي تمنيت أن أن أصل إليها و لو أنفقت العمر كله عليها وأفنى ، 
 كم تمنيت أن أكون محور أحلامك وكل جمهورك الذي لا يرفع عينيه عنك ، وكم وددت أن لو استطعت أن امنحك رفاهية أكبر مما نسجتها أحلامك و أن أصبح عالمك وكل الاضواء ،
و وددت أيضاً أن أصارحك بهذا ،  بما يخطر  افتراضيا ببالي عنك كلما تمعنت في جمالك .. في كل محاولة استقراء أحلامك من واقع اعايشه بقوة ضغط واحتمال ممارستك وأسلوبك الغير متجانس عادة أو ربما طوال الوقت ما بين رقة الورد و طبيعية حساسة وثراء جمال و ما بين طموح احلام بعيدة وسعادة زائفة ..
لا تتعجبي مني .. و تتساءلي من أين أتت قراءتي تلك لأحلامك ....  من ابتسامات ساخرة و نظرات غير مستقرة ترسلينها في كل الاتجاهات دون أن تبدي مبرراتها ،
الآن وانت تسارقين نظراتك خاطفة صوبي ، كرم منك أو مجاملة  ، أو أحيانا تعمدين الوقوف بجانبي لحظات لاطير فرحان في الفضاء وأشعر بالغبطة منك و أكن لك كل الامتنان ، 
و الآن أيضا ها أنت أخيراً لاحظت شرودي ، تقدمت نحوي و امسكنتني من يدي ورعشتيني على سبيل الخفة والدعابة لايقاظي ..  كأن عيوني الحائرة كشفت لك ما اعتمر بالصدر من أسى و وما يعانيه قلبي من ألم و أنك أنت سبب أوجاعي وحزني ،
حبيبي : أين ذهبت؟
أنا.. تلعثم  ؛ و بإبتسامة مصطنعه يكتنفها مزيج من المشاعر الغامضة .
ها ...  أنا .. 
أنا هنا أمامك .. اتلعثم لم أفصح للمرة الألف ما أكتم كل شيئ في نفسي ... قلت متحسرا في نفسي.
 هل افتقدتني ؟ 
لا لا ..ابدأ .. ضحكة مبتذلة ترافقها حركة تمايل وارتعاشة لخصلات شعرك التي دائما ما تسحقيني بها ..  فاشعر أني لم اعد اقوى .. وفقدت القدرة على الاحتمال أكثر ، 
برهة صمت تتداركين فيها مغزى سؤالي .. تحاولين عبثاً تغيير قدري منك باهتمام .. 
نعم افتقدتك .. وجدتك في عالم آخر ..  حالك أمسى مزعج جدا ، عكرت مزاجي الليلة ،
نجمتي : ها أنا  معك في عالم السعادة الأبدية ،
ابتسمت  بفرح سائلة : و كيف أبدو لك الليلة..؟
 ساحرة ، اجمل ما في الكون  .. ولكني أخشى عليك الاحلام ،
ارتعشت شفتيك ذعرا مما قلت ،
أي أحلام ماذا تقصد .. ؟
وهنا لأول مرة ذاتي الآخر من ينطق .. لا أنا يتكلم بكل ثقة  وتلقائية و وضوح .
غاليتي : أنت تعاملينني كاخرق ،،
امتعضت من كلماتي ، خفت أن أتم كلاماً قاسياً ، أو قد ترتفع طبقاتي صوتي التي لم تعهديها  من قبل أكثر ، 
أشارتي علي أن أصمت همست عيناك بترج ..
 يكفي .. محاولة لإسكاتي ، تخافين فقط أن يسمعنا أحد من الحضور المشغول كلا في خواء نفسي كبير .. على اعتبار كلمات فألا سيئا لأحلامك التي  تعبدينها ،
وفجئة بدى على وجهك وجوما وقلق ، هممت بالمغادرة لوحدك .. هكذا دون أن تنبسي ببنت شفة و لم تكلميني ، علت وجهك الجميل  ملامح غم واستياء منى .. حنقا وغضبا لم اعرفها من قبل ،
 حيث تدركين جيدا بأن عليَّ الآن أن أحاول مراضاتك بتوسل و أن اعتذر عن حماقتي التي بدرت دون حساب للعواقب.
ولكنك تفاجئت حيث وجدتني .. سبقتك وغادرت أولاً .. تابعت سيرك منتظرة  أني ربما أتوقف على بعد معين انتظرك هناك ليتسنى لي تبرير خطئي و فضاضتي معك ، 
ولكني تابعت دون أن التفت فأسرعت خطاك لتلحق بي إلى أن بلغنا مفترق الطرق ... فكان حتماً عليَّ ولزاما بأن أتوقف للتشييع ..
التفت  : و عيوني تحاول أن تخطف اكبر قدر من تفاصيلك لاتزود بها في الوداع الاخير ،
عزيزتي : وداعا اتمنى لك كل خير و سعادة ،
ارتفعت نظراتك المصدومة بذهول كبير .. فجسدت أكبر خسارة في العالم منيت بها ..  كيف فرطت باجمل عينين في الوجود.. ؟
تجمدت شفتاك من جديد .. أنت إلى الآن غير مصدقة و غير مستوعبة لما يجري ..
 أن أكون أنا قد وفقت على حقيقة أحلامك واكتشفت ظلالة اوهامي .. بأني لن أكون يوما من الايام من أولويات اهتمامك .. فكيف امكن لي ذلك .. وما أنا إلا مجرد أحد المعجبين واحدا من جمهورك المنتظر ،
صدمتك أكثر بنفس الكلمات وانا أرددها ،
وداعاً : كوني بخير .. اعتني بنفسك جيدا ، ولا تتهورين ..أخشى عليك من الأحلام ، 
حاولت أن تستوعبي الصدمة الكبيرة ، وباخر كلمات منك بنبرة تحد و حنق و بكل حدة .،
ولماذا ....؟
لأن العمر قصير...
فادرت وجهي ومضيت في طريق الا عودة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

✍️بقلم الآديب ✍️ نعمه العزاوي

بقلم الشاعر ✍️🆗👉 احمد زيدان ✍️🆗👉 كلامك منعش وبه اتضاع✍️🌹👉

بقلم الشاعر 🟣⚫ محمد سليمان ابو سند🔵⚪ قرينة الروح⚫🟣