بقلم الاديب 🌹د. احمد البنا🌹 الموشح -والغنائية -في-الشعر📚ملتقي ملوگ همس الشعراء📚اليمن⛳
#الموشح_والغنائية_في_الشعر
بقلمي/احمد البنا
ظهرت الموشحات گ لون شعري غنائي مميز في الأندلس وانتشرت انتشاراً واسعاً نظرا لما يتميز به هذا اللون الشعري من تنوع في القوافي والاوزان الشعرية باسلوب عذب يمكن الشاعر من إخراج كل ما لديه من تعابير تخدم فكرة القصيدة دون أن يتقيد ببحر معين أو وزن واحد ، بل وعندما تقرأ القصيدة الموشحة لا تشعر بتنقلك بين الأوزان والتفعيلات نظرا للإنسيابية التغنى ، وهذا هو ما جعل هذا اللون الشعري ينتشر بشكل كبير ، ويتعدى الفصحى إلى العامية ، و تعدد الألوان الغنائية ومنها الشعبي والبدوي والحميني وغير ذلك باعتقادي كانت الانطلاقة الأولى من الموشحات ،
بل وإن المدرسة الرومانسية والتى ذهب أغلب القول فيها كانت متأثرة بشكل كبير بالموشحات الأندلسية ، و يظهر ذلك جلياً في النزعة الصوفية والتشبب بالهوى والطبيعة والتأمل في الحياة وحقيقة الوجود ،
جادك الغيث إذا الغيث همى
يازمان الوصل في الاندلسي
لم يكن وصلك إلا حلما
في الكرى أو خلسة المختلسي
في هذه القصيدة سحر الإيقاع يحملك غاية إلى الطرب وكانك من يعزف موسيقى الكلمات و ترسم بالمعاني صورا تخلية فتحس بالمكان تشتم رائحة الزمن الذي عبرت عنه الكلمات وهذه هي قوة الشعر وميزته وجماليته ،
ومن رئعة الأطلال لابراهيم ناجي..
أيها الساهر تغفو
تذكر العهد و تصحو
وإذا ما التأم جرح
جد بالتذكار جرحو
فتعلم كيف تنسى
وتعلم كيف تمحو
أو كل الحب برايك
غفران وصفحو
،، ملاحظة ،، الواو بديل الحركة والوزن في حرف الروي الاخير ،،
اوليست هذه المقطوعة إمتدادا لشعر الموشحات .. بل وقصيدة الأطلال برمتها منذو البداية بنيت على أساس اوازان مقامات موسيقية غنائية ، كل مقطوعة مكتفية بنفسها في إطار الفكرة العامة للقصيدة تحمل ترتيبها وفي فكرتها المنبثقة مع موضوع القصيدة الأطلال ، و لها أيضا لحنها ووزنها الخاص ، وهذا هو نفس الشكل الذي رسمت بها الموشحات ،
ندرك جميعاً أن اللهجات العامية العربية لم تكن سائدة والفصحى كانت هي صاحبة السيادة حتى اختلط العرب بالترك والفرس وغيرهم من العجم أبان فترة الاستعمار وشهد الواقع الثقافي العربي فترة طويلة من الركود والجمود ، كان من نتائجها تدرج اللغة وتعدد اللهجات نظرا لانتشار الأمية ، أمية القراءة والكتابة بشكل كبير ، وهي العوامل جعلت الشاعر يلجأ أن يخاطب الناس باللغة التي يفهمونها بيسر وسهولة ،
وهذا باعتقادي ما ادى ظهور ألوان الشعر الشعبي ،، العامي،،
#الشعر الغنائي الشعبي ،،
لا يعتقد البعض أن الشعر العامي مجر كلمات تسجع بلغة دارجة فالشعر وجدان ومعاني وصدق عاطفة واجوده أكثره تأثيرا وعذوبة هو ما يثير الوجدان لدى المتلقي و التعجب من بلاغته وحسن صياغته كأنك تنظر إلى تحفة نادرة أو لوحة فنية بديعة رسمت بدقة متناهية واحترافية عالية ،
وستجد في الأغنيات الطربية ما يؤكد هذا المعنى ، كاغنيات خالدة في وجدان وذاكرة الأجيال المتعاقبة ،
وهنالك قصائد غنائية شعبية استطاعت أن تصل إلى أبعد نقطة على مستوى محيطنا العربي يفهمها ويطرب لها الجميع وإن كانت بلهجة أهل قطر عربي محدد ، وما يفسر ذلك بأن الشعر وحتى وإن كان شعبياً فهو لا يخلوا من المفردات الفصحى الجزلة والصور البلاغية وإن تداخلته بعض العبارات الدارجة ، فالشاعر يختار منها أقوى الكلمات بعناية فائقة ،
عندما تغني فيروز ،
من عز النوم تفرقني
أرحل لبعيد وتسبقني
يا حب صرت بآخر أرض
عم امشي وتمشي بي الأرض
لوينك بعدك لاحقني
ليست الالحان ولا الآلات الموسيقية ولا حتى الصوت العذب ، كصوت السيدة فيروز الفريد هو جعل من تلك الأغنية جميلة ومؤثرة فقط إنما الكلمات بمعانيها وصورها وايقاعها تجعلك تمتم بها ولها وقعها في النفس وهذا هو ما عنيت بأن الشعر بذاته الجودة والقيمة الجمالية والوجدانية والتأثير مهما تغير في اللون والشكل والأسلوب ، وأقوى الشعر هو ما يرسخ في الذاكرة ويصمد على مر الزمن ،
وسنجد أيضا أن الشعر الغنائي بما يحمل عاطفة يحمل بعدا إنسانيا ووجديا لا يحلو من الحكمة وفلسفة التأمل ،
#الخلاصة
لا يعتقد البعض أن الغزل وشكوى الحب والشوق و إلى ما ذلك هو كل الشعر ، فكل ذلك يمثل غرض واحد من أغراض الشعر ومواضيعه ، وسنجد أيضا أن الغزل نفسه لا يخلو من الحكمة والعبر ، والتصوير والاحساس والصور والاخيلة والمعاني العظيمة لا قيمة للشعر يصبح عبارة جمل جوفاء وكلمات بلا روح ، ربما ينمق ويسجع ولكنه لا يصمد طويلاً وهناك فرق بين المحاولة والإجادة .
وهنا دعوني انقلكم إلى قصيدة شعرية شعبية موشحة غناها الفنان اليمني الراحل أبو بكر سالم بخامة صوته الفريدو باللون الحضرمي وهو لون الفنان وموطنه حيث استطاع بصوته وإحساسه العذب الوصول إلى خارج الجزيرة العربية بالأغنية اليمنية و الحضرمية بوجه خاص وحيث موطن الدان و الجمال وعذوبة الموال .. واختتم هذا الموضوع بها ،
قال من يعرف الحكمه اذا جات زله
من حبيبك رمى قلبك بها وانت غافل
لا تعامله بالزلات خله
رده واصفح و قله
يا حبيبي كفانا حسبك الله
وحسبك الله تسقينا من المر جمله
وانت اللي كنت في كل شي ما تجامل
ما تعودت غدرك وزن قفله
تحسب الحب لعبه
وقت ما تطلبه في الحين تلقاه
من بلي بالهوى يصبر على كل عله
يعتبر كل ما يأتيه تحصيل حاصل
يلتزم بالوفى في اي خصله
والوفاء سنة العشاق
يحظى بها من خصه الله
باذكرك في تلاحيني وفي كل حفله
بيننا عمر مهما تنكره كان حافل
بالصفاء و النقاء اصله و فصله
و المقدر مقدر
والذي بيننا ما يوم بانساه
تعليقات
إرسال تعليق