بقلم الاديب 🔴🔵 أيمن أحمد. خلف🔴شيزوفرنيا🔴🔵
شيزوفرنيا ؟؟؟!!!
قررت ذات يوما ان اصبح سمكة ، فألقيت بنفسي الى النهر .
وما ان ألقيت بنفسي وجدتني مندهشا !
لانني لم اغرق ، فانا قادر على العيش كالأسماك استخلص الاوكسجين من الماء كما تفعل الاسماك .
ولكن حاولت الامساك او لمس اي شيئ من حولي لكنني لا استطيع !
نظرت لفقاعة من الماء تمر امامي وكأنها بلوره تعكس الصور كما لو انها مرآة ، فنظرت إليها بتعجب وانا انظر لنفسي من خلالها وقولت متعجبا !
اين اقدامي ، اين يداي ، نظرت الى نفسى مستغربا !
فمنذ دقائق كنت انسان وسقطت سهوا او بمحض ارادتي على اي حال فقد سقطت بالنهر .
ياإلهي ما هذه النتوآت والذوائد التى ظهرت على جسدي ، فانا اشبهه هذا السرب من الاسماك ويبدو عليه انه من نفس فصيلتي التى لم اعلم عنها شيئ ، بدءت ادقق في تفاصيل شكلي الجديد واتسائل ؟
اين ثيابي التى كنت ارتديها من قبل ، فكنت انيقا ولي رائحه مميزه اعرف بها حتي قبل دخولي لاي مكان .
وكنت آرى واسمع استحسان من حولي وربما ابات محل اعجابهم من الهيئه او ربما الكاريزما هكذا كانوا يصفونني .
ولكن انا الان سمكة ، انا لا اشعر بالاحراج عندما اسبح بدون ثياب وسط سرب من الاسماك ونحن عراه ، لكن ما العجب في ذلك ، فانا سمكة .
فتقربت متوددا من احداهما لكي انال صداقة منها عسى ان افهم شيئ عن عالمي الجديد .
ولكن سرعان ما غربت عني وانصرفت وتركتني وكأنها خائفة مني ، لربما عرفت حقيقتي وذهبت وتركتني في حيره من امري .
فكنت منذ دقائق انسان ، ولنا قوانين وعادات وقواعد مجتمعيه تحكمنا نحن بني البشر .
ولكن سرعان ما صحوت من غفوتي وتذكرت انني الآن سمكة .
ولكن صدمتي بنفسي حينما وجدت نفسي بهذه الهيئة ومازلت محتفظ بعقلي الادمي ، بموروثي الثقافي .
انتفضت في نفسي انتفاضة الانسان لكن بطريقة الاسماك ، وقولت في نفسي انا رافض العيش بهذه الطريقة ، كيف لي ان اندمج واعيش في هذا الوسط ، كيف لمثلي ان يعيش في هذه البيئة وانا دخيل عليهم ، كيف لي ان اقنعهم بموروثي الثقافي وعلمي ، ولكن كيف وانا الان لم اعرف من اكون ومن يكونوا ؟!
انا الي الان لا اعرف الفرق بين اذا ما كانت السمكة مؤنث او مذكر ، فطيلة حياتي ما علمت الا انها سمكة فحسب .
حتى انا لم اكتشف نوعي الى الان ولكن من المؤكد انني مذكر ، فانا قادم من عالمي الى عالمكم دون تغيير بموروثي الثقافي ، وعفويا تخرج مني كلمات عن نفسي بصيغة المذكر .
وفي خضم الاحداث وجدت سمكة تبدو عليها تقدم العمر وبمحادثتها توقعت انها انثى ، فهي بطيبة امي او جدتي .
ولكن قبل ان تتكلم طلبت من شيئ غريب آلا وهو ان كل موضوع لا يتجاز الخمس ثواني ، قلت هذا صعب هذا مستحيل ، قاطعتني وقالت بحزم سأقول لك لماذا ، فحن معشر الاسماك اعمارنا قصيره جدا لذلك لدينا عقول على قدر اعمارنا ، لذلك نحن لا نجادل ولا نعاتب ولا نناقش فنحن ننسى سريعا واكثر ضحيانا انه يلقى بنفسه في احضان شباك الصياد بالرغم من رؤيتها لها من قبل ، ولكن الامر اعمق من ذلك بكثير ، فالنسيان يعيدهم الي نقطة الصفر .
فقلت لها منزعجا اريد ان اعيش حياتي السابقه ، اريد اعين في منتصف رأسي اريد تبديل زعانفي ونتوآتي الي اقدام وايدي ، اريد ملابسي لتستر جسدي .
قالت لا عليك حينا تضطرك الظروف للعيش بمكان ما لابد وان تتعايش معه وفي بيئته التي حتما ستكون مختلفه عن بيئتك ، وان كانت هذه البيئة يشوبها العيب ، فلا تفرح كثيرا لانك ستكون انت الخارج الوحيد عن قواعدهم واساليب حياتهم ومعتقادتهم ، ستكون انت الغير متعلم رغم علمك ، ستكون انت العاري رغم ثيابك ، ستكون انت الهمجي رغم ثباتك .
فإما ان تقبل ان تعيش سمكة بيننا بكل ظروف حياتنا او ترحل عنا وتتركنا وشئننا .
تعجبت من كلامها وقلت لكن انتي سمكة وانثى من المفترض ان ذاكرتك ضعيفة ، فكيف تتحدثين بكل ذلك وكأنك من بني البشر .
قالت دقق النظر لتجد الاجابة ، فانا وانت وجهان لعملة واحده ، لكن انت دائما كنت تصفني بعدم المنفعة ولا تبالي بي من شيئ لذا قررت الانتحار والقيت بنفسي الى النهر ، وما فعلت ذلك وجدت نفسي سعيده برغم انني مختلفة عنهم في التفكير ، ولكن سعادتي انني اتذكر مكان شبكه الصياد دوما وابتعد عنها .
قلت لها آراكي تتحدثين مثلي ولكن لا يهم انا فقط اريد الخروج من هنا ، اريد الخروج من الظلام الى النور .
قالت لا تسطيع الخروج بدوني فانا نفسك التى دوما تلومها ، انا وجدانك الذي دائما كنت تهمله ، تبحث عني الان بعد فوات الاوان ، إما ان تقبل ان تعيش هكذا او اذهب وألقي بنفسك في احضان شباك اول صياد لك .
قلت لا استطيع الخروج بدونك ، فانا لا استطيع العيش بدون نفسي وانتي نفسي .
وقتها حدثت نفسي وقد قررت الانتحار بإلقاء نفسي في اول شبكه للصياد .
حدثت نفسي بلوم ليتني اتفقت مع نفسي بدلا من الفراق ، ويفرض علينا العيش في ظروف غير ظروفنا وبيئة غير بيئتنا .
وما ان وصلت لشبكة الصياد وجدت السمكة التي كنت احاورها وقد سبقتني الى هناك !
نظرت اليها بتعجب !
فقالت ان كنت تستطيع العيش بدوني فانا لا استطيع .
فانا ماضيك وحاضرك لابد من وجودي لنرسم المستقبل سويا ، وان كان ليس لنا وجود فيه ، ولكن ليتعلم منا من سيأتي بعدنا ، حينما نصبح ماضي في طي النسيان .
.
الصفه/ مدرب تنمية مهارات بشرية
LIFE COACH
البلد / مصر
تعليقات
إرسال تعليق