بقلم الاديب 🔵🔴 احمد البنا 🔵🔴 عفت الديار 🔵🔴

.....  عفت الديار  .....
   قراءة في معلقة لبيد بن ربيعة 
         احمد البنا ✍

هو لبيد بن ربيعة من هوازن ، قيل فيه ومن اشعر من لبيد ، صاحب المعلقة الرابعة ، وهي المعلقة التى لم تقال في حدث معين ، وانما ارتجلها صاحبها لنفسه ، أي ليروي سيرة حياته في زمانه ومكانه ووصف ذكرياته وغزله وناقته وفرسه وكرمه ومدح اهله وعشيرته ،

أما معلقة لبيد فتحاج إلى معجم لغوي إذا قارئها  لم يكن ملما باسلوب لبيد وقاموسه الخاص ، فهو يتحكم بالمفردة ، يختارها ويطوعها بحسب تصاريفها ، ليرسمها بشعره ويطعمها بوسوع ذاكرته من اسماء المواضع ،اشجارها واحجارها وحيوناتها ويوصفها بإسهاب ودقة ، يروي قصصا مصورة و يعرض مشاهدات حية ، وكانك  وانت تقرا معلقته تطوف جزيرة العرب وباديتها يأخذك في جولة وثائقية ، صورها بوجدانه وخياله وقتها ستدرك بماذا تميز شعر لبيد عن سواه ، ولماذا غدت قصيدته معلقة وخلد ذكره في ذاكرت الابد .

 في قراءتي للمعلفة ساختار منها الابيات بحسب اغراضها ومواضيعها وساحاول عرضها بصورة مبسطة ، اتمنى ان تنال رضاكم واستحسانكم ،

الموضوعات والاغراض الشعرية
الوقوف على الأطلال_ مخاطبة الحبيبة_ وصف الناقة و الفرس_ الفروسية والكرم _ وصف الخمر _ التفاخر بوصف قوهه وعشيرته .

عدد الأبيات 89 بيتا ، البحر الكامل التام _حرف الروي ميمية مضمومة تنتهي الفا ممدودة ،

الوقوف على الاطلال :

    عـفـتِ الـديـارُ مـحـلُّـهـا فـمُـقـامُـهَــا
           بـمـنًـى تـأبَّـدَ غَـوْلُــهـا فَـرِجَــامُـهَــا
    فـمـدافـعُ  الـرَّيَّـانِ  عـرِّيَ  رسْــمُــهــا
           خـلـقـاً كـمـا ضَـمِنَ الوُحِيَّ سِـلامُـها
    دمِـنٌ تَـجَـرَّمَ بـعـدَ عَـهْـدِ أنِـيـسِــهَــا
           حِـجَـجٌ خَـلَـوْنَ حَـلالُـهَـا وحَـرَامُـهَـا

عفى على هذه الديار الزمن ، ولم يعد يحل اهلها فيها او يقيمون ، وهي بموضع منى ،، وليست منى مكة ،، منطفة أخرى بنفس الاسم ، ومعنى تأبد غولها ارضها ورجامها الجبل المجاور لها ، وكانه يضعنا في الصورة لتلك الديار ويحدد معالمها لتكون انطلاقا له في معلقته ، والتى بدأت من الوقوف على الاطلال ولم تذكر الحبيبة ، وبهذا كان المطلع ،، عفت الديار ،، عنوانا للمعلقة 

     رزقَـتْ مـرابـيـعَ الـنُّـجـومِ وصـابَهَا
            ودقُ الـرواعـدِ جـوْدُهَـا فـرهـامُـهـا
     مـنْ كـلِّ سَـارِيَــة ٍ وغــادٍ مُــدْجِــنٍ
            وعـشــيَّـة ٍ مــتــجــاوبٍ إرْزامُــهَــا

المقصود ب مرابيع اي العديد من فصول الربيع حيث موسم الامطار حيث ودقت السماء رعود وامطار غزيرة و خفيفة ، وهو ايضا يصف السحاب السارية والغادية ومدجن الامطار الخفيفة ، دجنة ، حيث اوقاتها في الليل ،، العشية ،، متواصلة وكانها رزم او ما يسمى بزخات ، وهنا الشاعر لا يكتفي بذكر الامطار وانما يصور سحبه ورعوده وكيفيته ،

     فَـعَـلا فُـرُوعُ الأيْـهُـقَـانِ وَأطْـفَــلَـتْ
            بـالـجـلـهـتـيـن ظـبـاؤهَـا ونـعـامُـها
      والـعـيـنُ سـاكِـنــةٌ عـلـى أطْـلائِـهـا
            عُـوذاً  تَـأجَّـلُ بـالـفـضَـاءِ  بِـهَـامُـهــا

فنما نبات الايهقان وارتفع وصار المكان مأوى للظبى والنعام وامتلاء فضاء المكان اي مساحته بالعيدان والبهائم ، وهو بذلك يصور المكان المهجور ويصف كيف تحول بعد الامطار إلى قفر تعرش فيه الاشجار والحيونات البرية ، 

      وجَـلا الـسُّـيـولُ عـن الـطّلُولِ كأنّها
            زبـرٌ  تــجِـدُّ مــتــونَــهــا  أقْـلامُــهــا
      أوْ رَجْـعُ  واشِـمـة ٍ أُسِـفَّ  نَـؤورُهَــا
            كـفـفـاً تـعـرَّضَ فـوقَـهـنَّ  وشـامُـهــا

جرفت السيول المكان الاطلال إلى ان صار كالاسطر التي تخط فيه الاقلام ، فغد كآثار الوشم ،، أسفَ نؤورها كففا ،، اي محا بعض معالمها ، وهنا رسم صورة فائقة الدقة لملامح المكان بعد التغيير الذي طرئ عليه ،

      فـوقـفـتُ أسْـألُـهَـا،وكـيـفَ سُـؤالُـنَـا
             صُـمّـاً خـوالـدَ مـا يُـبــيـنُ  كـلامُـهـا
      عـرِيـتْ وكـان بـها الجميعُ فأبكرُوا
             مـنـهـا  وَغُـودرَ نُـؤيُـهَـا  وَثُـمَـامُــهـا
      شـاقـتـكَ ظُـعْـنُ الـحيِّ حينَ تحمّلُوا
             فـتـكـنَّـسُـوا  قُـطُـنـاً تَـصِـرُّ خِـيَامُـها

وهنا يتوقف ويسأل المكان الذي تخلد عليه الصمت ولم يرد حتى بكلمة واحدة ، هذا المكان الذي غاده جميع اهله بكرة وصار عاريا نائيا ليس من الناس بل ومن اشيائهم التى تدل عليهم ، فشق عليه ظعنهم اي رحيلهم ويتخيل كيف تغربوا وصاروا يلجؤون الكنائس لتاويهم وهم يحملون خيامهم يبحثون عن موطن لنزوحهم ، 

تذكر الحبيبة :

      بـلْ مـا تـذكـرُ مـنْ  نـوارَ  وقـد نـأتْ
            وَتَـقَـطَّـعَـتْ  أسْـبَـابُـهَـا  و َرِمَــامُـهَــا
      مُـرِّيَّــة ٌ حَـلَّــتْ بِـفَــيْـدَ  وَ جَــاوَرَتْ
            أهْـلَ الـحِـجَـازِ  فـأيْنَ  مِـنْكَ  مَـرَامُهَا
      بـمـشـارقِ  الـجـبـلـيـن  أو  بِـمُـحَجَّرٍ
            فَـتَـضَـمَّـنَـتْـهَـا  فَـرْدَة ٌ   فَـرُخَـامُــهَــا

وتذكر نوار كيف نأت وتقطعت به الاسباب ورمامها اي حبل الوصال بها ، ربما تكون بمريتها اي ياسها حلت بفيد مكان بعيد أو تجاوزت الحجاز فأين سيبحث عنها ،  عن في الشرق عن الجبلين ام بمحجر مكان في الجهة الاخرى ام انها تفردة عن قومها وصارت في مكان بناءه من الرخام ، هنا يتساءل ويعطي الاحتمالات في حالة من اليأس ان يعثر على المحبوبة ،

      فـاقـطـعْ لُـبـانَة َ  مَنْ  تَعَرَّضَ وَصْلُهُ
            و لَـشـرُّ  واصـلِ   خُـلَّـة ٍ   صَـرَّامُــهــا
      واحـبُ المُجَامِلَ  بالجزيلِ  وصرمُهُ
            بـاقٍ   إذا  ضـلـعَـتْ  وزاغَ  قــوامُــهَـا

اقطع مودة من منعت منك وصلها ، فمااصعب الوصل من خليلة تصرمك عنها ، فعليك محابات من يجاملك بالود ويجبر خاطرك ولكن كن على استعداد ان يصرمك وخصوصة اذا كانت الخليلة قد زاغ اي اخطأت في تقييمها لعلاقة الحب بينكما ، 
ولانه في حالة يائس اقتنع بان نوار هي من اختارت البعد وكانت تستطيع ابلاغه قبل رحيلها او الى اين تتجهه ،

وصف الناقة :

     بِـطَـلــيـحِ أسْــفَـارٍ تَــرَكْـنَ بـقــيَّـة ً
            مـنـهـا  فـأحـنـقَ  صُـلْـبُـها  و سـنامُها
     وإذا تـغـالـى لـحـمُـهـا وتـحـسَّـرتْ
            وتَـقَـطَّـعَـتْ  بـعـد الـكَـلالِ  خِـدَامُـهَا
     فـلـهـا هـبـابٌ فـي الـزِّمــامِ كـأنَّـها
            صهباءُ  خَفَّ  مع  الجنوبِ  جَـهَامُـها

سماها طليح اسفار اي اهرمتها اسفاره فصارت هزيلة في عظام صلبها وسنامها حتى انحصر لحمها وتقطعت حبالها من مشقة ، ولكنها مازالت خفيفة صهباء كالسحاب الحمراء سريعة في السماء لخلوها من المطر هكذا شبهها ،

      مـشـمُـولـة ٍ غلِـثَتْ بنابـتِ عـرْفَـجٍ
            كَـدُخَـانِ  نـارٍ  سَــاطِـعٍ  أسْــنَـامُـهـا
      فـمـضـى وَقَـدَّمَـهَـا وكـانـتْ عـادة ً
            مـنـه إذا  هِـيَ عَــرَّدَتْ  إقــدامُــهــا
      فتوسَّطا عرضَ  السَّريَّ  وصـدَّعـا
            مـسـجـورة ً  مـتـجـاوراً   قُـلاَّمُــهَــا
     مـحـفـوفـة ً وسـطَ الـيـراعِ يُـظِـلُّها
            مِـنـه  مُـصَـرَّعُ  غَــابـة ٍ  وقِـيـامُـهـا

كالنار المتوقدة بحطب ونبات عرفج نارها مرتفعة ولكن دخانها اكبر ، ولها فحل يقدمها دائما ولكن اذا خافت يقدمها هو حتى ينزلان في  نهر ماء فيها نبات كثيف متجاور من اليراع القصب يغطي المكان كقوام  الغابة ،

     أفَـتِــلْـكَ أم وحْــشِـيَّـة ٌ مــسبـوعَـة ٌ
           خـذلتْ وهـاديـة ُ  الصِّـوارِ  قِـوَامُـها
      خَـنْسـاءُ ضَـيَّـعَـتِ الفَـريرَ فلمْ يَرِمْ
            عـرضَ  الشَّـقـائِـقِ  طوفُها  وبغامُها

تلك بقرة ام مسبوعة اي اكل السبع ابنها ، خذلته تركته وذهب مع الفحول فلما عادت لم تجده ، فهي خنساء اي مضيعة ، صارت تكثر طوافها بالمكان وترفع صوتها علها تجده ، 
ابتدا بتشبيه ناقته بالاتان انثى حمار الوحش او البقرة البرية في كثرة طوافها ، واتى بقصة جديدة .

      لِــمُـعَــفَّـرٍ قَــهْــدٍ تَــنَــازَعَ شِــلْـوَهُ
            غُـبْـسٌ  كـواسِـبُ لا يُـمَـنُّ  طَـعَامُها
      صَـادَفْـنَ مـنـهـا غِـرَّة ً فَـأصَـبْـنَهَا
            إنَّ الـمـنـايـا  لا  تـطـيـشُ  سهـامُـهَا
      بـاتَـتْ وَأسْبَـلَ واكـفٌ مـن ديـمـة ٍ
            يـروِي  الـخـمـائـلَ  دائـماً  تسجامُها

او قد يكون هذا العجل الذي تركته امه فاهتدت الذئاب التى لا يعوز علهين الطعام سمعن شلوه اي صوته مفتقدا امه يبحث عنها فصادفنه في غرة واكلنه ، الموت والاجال  لا تخطئ ، ولكن الام  المفجوعة باتت تسبل عينها الدموع الغزار ، شبهها بالديمة السحاب الممطرة بغزارة لقترة طويلة ، حتى لكان دموعها تروي الخمائل لكثرتها ،

      يـعـدُو طـريـقـة َ مـتـنِـهَـا مـتـواتِرٌ
            فـي لـيـلـة ٍ  كَـفَـرَ الـنُّـجومَ  غَمَامُهَا
      تـجـتـافُ أصْـلاً قـالِـصـاً مـتـنـبّذاً
            بـعـجـوبِ  أنْـقـاءٍ  يـمـيـلُ هُـيَـامُـها
      وتُضـيءُ في وَجْـهِ الظـلام مُنِـيرة ً
            كـجـمـانَـة ِ  البـحريِّ  سُـلَّ  نـظامُها
          
هذه الام صارت تعدو متوترة وحيدة فهي لم تفقد عجلها فقط بل وفقدت القطيع وحلت عليها ليلة ٍ مظلمة يغطي نجومها الغمام ، فصارت موحوشة خائفة ودخلت بين اغصان لا تغطيها لتخفي نفسها ، ولكن لونها الابيض يضيئ ويفضحها مثل جمانة اي لؤلؤة خرجت من البحر منتظمة الضوء ، ويتوالى تصوير قصة البقرة الوحشية ، كيف صارت بأسة وامتلئ ضرعها باللبن هي تبحث عن ولدها ، وعندما يأسة صارت عرضة للصيد من المفترسات او من البشر الصيادون ، يطلقون عليها سهامهم ،

  حتـى إذا يئـسَ الـرُّماة ُ وأرْسَلُوا
         غـضـفـاً دواجـنَ قافلاً أعْصامُها
  فَـلَـحِـقْـنَ واعـتـكـرتْ لها مَدْرِيَّة ٌ
       كـالـسَّـمـهـريَّـة ِ حَـدَّهَـا وتَمَامُهَا
  لِـتـذَودَهُـنَّ وَأيـقـنـتْ إن لم تَـذُدْ
      أن قد أحمَّ مع الحتوفِ حمـامُها
  فتقصدَتْ منها كَسابِ فضُرِّجتْ
      بدمٍ وغودرَ في المَكَرِّ سُخَـامُـها

عندما لم يستطيعوا اصطيادها بالسهام اطلقو عليها كلاب الصيد المدجنة اي المدربة ، فلحقن بها ولكنها استادت عليهم بقرونها الحادة تهاجمهم ،ادركت انها اذا لم تذودهم وتدافع عن نفسها سيكون حتفها ، فتعمدت ان تطعن احد الكلاب فضرحته بدمه ففروا نجاة بانفسهم 
 
في وصف الخمر :

   فبتلْكَ إذْ رقَصَ اللوامعُ بالضُّحى
         واجتابَ أردية َ السَّرَابِ إكامُها
  أقضـي اللُّـبانة َ لا أفـرِّطُ ريـبـة ً
       أو أن يـلـومَ بـحـاجـة ٍ لُـوَّامُـهَـا

اذا لمعت السيوف في الضحى ، ادنو منها اقداح الخمرة وانهل منها دون افراط ودون ان يلومني احد ،

    أوَلـم تـكـنْ تـدري نَـوَارُ بـأنَّني
        وَصَّـالُ عَـقْـدِ حَـبَـائِـلٍ جَـذَّامُـها
    تَـرَّاكُ أمـكـنـة ٍ إذا لـم أرْضَـهَـا
       أوْ يعتلقْ بعضَ النفوسِ حِمامُها
    بـل أنـتِ لا تـدريـن كـم مِنْ ليلة ٍ
       طَـلْـقٍ لـذيـذٍ لَـهْـوُهـا ونِـدَامُـهــا
    قَـد بِـتُّ سـامِـرَها، وغَـاية تاجرٍ
      وافـيـتُ إذ رُفِـعَـتْ وَعَـزَّ مُدَامُها

اولم تكن تدرك نوار بتمكني من الوصال بحبل سواها ، كم امكنة تركتها ولم تعلق بنفسي ما يعلق بنفوس غيري هواها ، بل لا تدرين يا نوار كم ليلة كان هواها طلق في ملذة مع النداماء ، سامرت كم جميلة وبذلت المدام الخمرة باغلى ثمن للندامى على نفقتي .

في وصف اقدامه وشجاعته :

   وغـداة ِ ريـحٍ قَـدْ وزعـتُ وَقَـرَّة ٍ
          إذ أصْبَـحَتْ بيدِ الشَّـمالِ زمامُها
   ولقَد حمـيْتُ الحـيَّ تحملُ شِكَّـتي
          فرطٌ، وشاحـي إذْ غدوتُ لجامُها

 غداة هبت ريح الخطر احدثت الرعب حولتها الى ريح الشمال ، توشحت سلاحي وعدتي كففت العدو . 

    فعَـلوتُ مرتـقـباً عَلـى ذي هَبْـوَة ٍ
           حَـرِجٍ إلـى أعـلامِـهِـنَّ قَـتَـامُـهـا
    حـتـى إذا ألْـقَـتْ يـداً فـي كــافـرٍ
           وَأجَـنَّ عَـوْرَاتِ الثُّغُـورِ ظَـلامُها
    أسْـهلْـتُ وانتصَـبتْ كجذع منيفَة ٍ
           جَـرْدَاءَ يَـحْـصَـرُ دونـها جُرَّامُها

ولم اكتفي بذلك بل علوت الربوة اراقب منتظر عودته من جديد ، وحتى ،،القت يد الكافر ،،  كناية لدخول الظلام ، اسهلت اي نزلت الى السهل كاني جذع نخلة جرداء لا يلتفت اليها احد ، اي لم ابت قرير العين بل ظللت متيقضا ،

  في وصف فرسه :

   رَفَّـعْـتُـهَـا طَـرَدَ الـنَّــعـامِ وَشَــلَّـهُ
        حتى إذا سَخِنَـتْ وَخَـفَّ عـظامُها
   قَلِـقَتْ رِحَـالَتُـهَا وَأسْـبَلَ نَحْـرُهَـا
        وابـتـلَّ مـن زَبَـدِ الحمِـيمِ حِزَامُهَا
   تَرْقَى وَتَطَعْنُ في العِنَانِ وتَنْتَحي
        وِرْدَ الـحـمَـامـة إذ أجَـدَّ حَـمَـامُها

اطلقت لجامها فصارت تعدو كالنعام المسرعة ، حت خف عظامها ، صارت سرعتها اكبر ، وابتل سرجها من العرق وسال من نحرها وحزام السرج ، فصارت كان عنانها رمحا يطعن او حمامة تطير وتجد لتصل فراخها .

في وصف نبل وكرم قومه :

       ويـكـلّلُـونَ إذا الـريـاحُ تـنـاوحَـتْ
              خُـلُـجاً تـمـدُّ  شـوارعـاً  أيْتامُها
      مِــنْ مــعــشرٍ ســنَّتْ لـهمْ آباؤهُمْ
           ولــكــلِّ قــومٍ سُــنَّة ٌ وإمــامُــهَـــا
     لا يَـطبَــعونَ وَلا يَبــورُ فَعــالُــهُم
           إِذ لا  يَمــيلُ مَــعَ  الهَــوى أَحلامُها

كالرياح يمتد جودهم ويشرع للايتام والمحتاجين ، سنة الاباء وعادتهم ولكل قوم قدوتهم ، فلا يتطبعون بطباع السؤء ولا يميلون مع الهوى. والاطماع ، 

      فــاقْــنَعْ بــما قَــسَمَ المــليكُ فـإنّمَا
            قســمَ الخــلائقَ بيــنَنا عــلاَّمُـــها
     وإذا الأمــانة ُ قُسِّــمَتْ في مَـعْشَرٍ
            أوْفَــى بــأوْفَــرِ حَــظِّــنَا قَسّـامُهَا
     فــبنــى لــنا بيــتاً رفيــعاً سمــكُهُ
            فَـسَمـا إلــيه كَـهْـلُـهـَا  وَغُـلامُــهـا
     وَهُمُ السُّعَاة ُ إذا العشيرة ُ أُفْظِعَتْ
          وهـمُ فـوارِسُـهَــا  وَهـمْ حُـكّـامُـهـا
     وهــمُ رَبـيــعٌ للـمُـجَــاورِ فـيـهــمُ
           والمرمــلاتِ  إذا  تطـــاولَ عَامُـها
   وَهُمُ العَشيرة ُ أنْ يُبَطِّىء َ حــاسدٌ
          أو أن يـمـيلَ مـعَ  الـعـدوِّ لئـــامُهـا

على الانسان ان يقنع بما قسم له الخالق ، وهو العليم بخلقه ، وكان للامانة في قومي قسمة وحظا وافر ، فحملوا من المجد والسمعة الطيبة كهولهم وغلمانهم على حد سواء ، يسعون كلهم في خدمة العشيرة ، جميعهم فرسان وحكام بحكمتهم وسجاياهم ، وهم كالربيع بالجود على جيرانهم والاحسان اليهم وخصوصا الارامل اذا احتاجن يتدافعون لاكرامهن ، كما انهم اهل وعشيرة ليس منهم حاسد يتباطئ عن واجبه ولا خائن يتأمر مع الاعداء على أهله وناسه ،

كانت هذه مجرد قراءة تبسيطية ، 
اذا اعجبكم النشر فتابعوني في ..
معلقة عمر بن كلثوم ،، الا هبي بصحنك ،،
       تحياتي للجميع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

✍️بقلم الآديب ✍️ نعمه العزاوي

بقلم الشاعر ✍️🆗👉 احمد زيدان ✍️🆗👉 كلامك منعش وبه اتضاع✍️🌹👉

بقلم الشاعر 🟣⚫ محمد سليمان ابو سند🔵⚪ قرينة الروح⚫🟣