بقلم الشاعر 🔵🔴 اسامه مصاروه 🔴🔵 بين استعمارين 🔵🔴

بين استعماريْن

طرّدَ الأبطالُ مُحْتلَّ البِلادِ
بِنضالٍ وكِفاحٍ واتِّحادِ
لمْ يهابوا الموْتَ فالموتُ انْتِصارٌ
للَّذي يسْعى حثيثًا للْجِهادِ

طردوا المستعْمرَ الباغي بِذلِّ
طرْدَ صُعلوكٍ وَلِصٍ بلْ وَنذْلِ
ثمَّ عادوا من خِلالِ العُملاءِ
مثْل ضبٍّ ماكِرٍ أو مثلَ صَلِّ

سلَّمَ الأغرابُ للأعْوانِ حُكْما
لِيَبُثّوا باسْمِهمْ في الأرضِ سُمّا
ويَصُبّوا جَهْلَنا نَفْطًا وَخمْرا
وَبَلائي لمْ نزلْ صُمًا وَبُكْما

بعْدَ طرْدٍ بلْ وَكنْسٍ للدَّخيلِ
وَخلاصٍ مِنْ خَؤونٍ وعميلِ
فَرِحَ الأَهْلونَ بالنصْرِ المُبينِ
باحْتفالاتٍ وإنشادٍ جميلِ

فبلادُ العُرْبِ عادَتْ مِنْ جديدِ
حُرَّةً مِنْ كلِّ مُحتَلٍّ مَريدِ
إنَّنا يا غُرْبُ أبناءٌ كرامٌ
لِبلادٍ ذاتِ تاريخٍ مَجيدِ

ويحَ قلبي بعدَ تحريرٍ مَكينِ
وَخروجٍ لدخيلٍ أو هَجينِ
كيفَ أصبحْنا شُعوبًا لا تبالي
بِهوانٍ أوْ بإذلالٍ مُهينِ

يا لِحُكّامٍ لِظُلّامٍ أباحوا
شرفَ الأوطانِ والنّهبَ أتاحوا
وَشُعوبُ العُرْبِ في ذُلٍّ شديدٍ
فعلى غيرِهمْ لمْ يُرْفَعْ سِلاحُ

يشترونَ الذُلَّ حتى يستَمرّوا
مِنْ حماةِ الغَرْبِ حتى يسْتقرّوا
خسِئ الأَنْذالُ والأَعْوانُ أيضًا
مِنْ عِقابِ الربِّ حتمًا لنْ يفِرّوا

إنَّني أرْفُضُ تشْبيهَ الْملوكِ
بمواشٍ أوْ كلابٍ كالسَّلوكي
إنَّها الأَطْهَرُ عِرْقًا وَدِماءً
وَبِلا أدْنى ظُنونٍ أوْ شُكوكِ

إنَّما الْجُبْنُ سبيلٌ للرُّكوعِ
وَطَريقٌ لِهوانٍ وخُضوعِ
لِمُلوكٍ أُمراءٍ زُعماءٍ
وَعلى الْعَرْشِ نِعالٌ لِلْخَليعِ

يا عبيدَ الْعُرْبِ في الْحُكْمِ جَميعا
لِمَ تَحتاجونَ قوّادًا خَليعا
 لِمَ هذا الضَعُفُ والإذْلالُ هذا
لَعَنَ الرَّحْمنُ مَمْلوكًا وَضيعا

كيْفَ يرضى الناسُ أنْ يَبْقوْا عَبيدا
وَرَقيقُ الْعُرْبِ كمْ يبدو سَعيدا
عَجَبًا كيْفَ غدا الْمرءُ ذليلًا
  عَرَبِيًا دونَما حِسٍ بَليدا

وَأَبو جَهْلٍ إلى الْعُرْبِ يَعودُ
وَمَليكُ الْعُهْرِ بالمالِ يَجودُ
وأميرُ الْفُسْقِ لا يخشى إلهًا 
لِمَ لا إنْ كانَ بالسَّيْفِ يسودُ

وَأبو جَهْلٍ لهُمْ جَهْرًا يَقولُ
 ادْفَعوا إنْ تَدْفَعوا الْحُكْمُ يطولُ
وَإذا لمْ تَدْفَعوا لنْ تسْتَمِرّوا
حُكْمُكُمْ دونَ جُنودي سَيَزولُ

وَلَديْكُمْ ما تخافونَ عَليْهِ
وَأنا جِئْتُ لِكيْ أسعى إِليْهِ
نَحنُ نحميكُمْ وَما الْأَمرُ بِسِرٍ
جاهِلُ الْأَوْضاعِ لا عقْلَ لَديْهِ

اظْلِموا الناسَ جميعًا ضَلِّلوهُمْ
 اسْجُنوهُمْ اطْرُدوهمْ اقْتُلوهمْ
ليْسَ تَعْنيني شُعوبُ الْعُرْبِ أصْلًا
إنَّما مِنْ أجْلِ غَرْبٍ شَغِّلوهُمْ

واجْعَلوهُمْ مِثْلَما أنتُمْ عبيدي
    كيْ يَظلَّ الْغَرْبُ في عيْشٍ رغيدِ
ليْسَ يَعْنيني الَّذي قدْ ماتَ جوعًا
أوْ قَضى تحتَ رُكامٍ أوْ حَديدِ

ليسَ يَعْنيني ملايينُ الضَّحايا
إنَّما الْواحِدُ مِنْ بينَ الرَّعايا
أفضَلُ الأعْرابِ مَنْ ماتَ صغيرًا
أوْ كبيرًا فلْيَكُنْ حتى الصَّبايا

لستُ أدري يا إلهي لَمَ قهْري
فاضَ مِثْلَ السَّيْلِ في قلبي وصدري
قُلْتَ كُنّا خيْرَ قوْمٍ بلْ وناسِ
انْتَبهْتُ الآن كُنّا قبْلَ دهْرِ

يا بني قومي أنا حقًا حزينُ
وخضوعي بلْ وإذلالي مُشينُ
ما الَّذي يدعو لهذا فَهِّموني
فأنا الجاهلُ والكلُّ فطينُ

أرضُنا شاسِعَةٌ والخيرُ جمُّ
ومُحيطٌ كم يناجيها ويمُّ
وثراءٌ لا يُضاهيهِ ثراءُ
فعلامَ الذلُّ يا حُكْمٌ وقوْمُ

وَلِمَ السعْيُ لأحضانِ عدوّي
وعدوّي مثلُكم يسعى لِمَحْوي
ما الذي ترجونَهُ في كهفِ صَلٍّ
دائمِ الغدْرِ وَمِنْ غزوٍ لغزْوِ

عجبًا كيفَ تُعادونَ الشقيقا
وعدوّي عِندكم صار الصديقا
لستُ أدري هلْ أنا يا قومُ منكمْ
أمْ تُراني صرْتُ من ذُلّي رقيقا

يا مليكًا دونَ قَلْبٍ أوْ ضَميرِ
أنتَ رُغْمَ الْعِرْشِ في وضْعٍ عسيرِ
لا تَظُنَّ الْمالَ والْجاهَ مَلاذًا
مِنْ عذابِ الْقَبرِ أوْ نارِ السَّعيرِ

يا أميرًا يَنْهَبُ الْخيْراتِ ظُلْما
ثمَّ تُهْدى لِعَدوِّ الْعُرْبِ دَعْما
سوْفَ تلْقى نفسَ ذيّاكَ الْمصيرِ
أوْ سَتهْوي حينما تُقْتَلُ رَجْما

يا زعيمًا بلْ وَعبْدَا للأَعادي
إنَّما في الْحُكْمِ جزارٌ وَسادي
يا عميلًا خائِنًا نّذْلًا جبانا
كُلُّ ذَمٍ فيكِ قدْ صارَ اعْتِيادي

يا أميرَ الْعَدْلِ في ذاكَ الزَّمانِ
كُنْتَ تغْفو تحتَ نَخْلٍ بِأَمانِ 
أيُّ نَذْلٍ مِن ملوكِ الْعُرْبِ يمشي
دونَ أنْ يزْرَعَ جُنْدًا في الْمكانِ

إنّني أفْهمُ أنَّ الْعَبْدَ سِرّا
يرْفُضُ الْإذْلالَ لكنْ ليسَ جَهْرا
إنَّما أنْ يَقْبَلَ الْحُرُّ الْهَوانا
 إنَّ في ذلكَ يا أَعْرابُ َشَرّا

يُنّْذِرُ الشَّرُّ بِأنّا سوفَ نبْقى
عِنْدَ أمريكا عبيدًا بلْ وَصِدْقا
قَدْ غَدوْنا اليَوْمَ أَحْفادَ الْهُنودِ
دوْرُنا في الأَرْضِ انْ نحْيا لِنَشْقى

قدْ فقدْتُمْ أَيُّها الأعْرابُ صَوْلا
فَفَقَدْتُمْ وَيْلَكُمْ قوْلًا وَفِعْلا
لا بقاءٌ في الدُّنى إلّا لِقَوْمٍ
يَسْبِقُ الْأَقوامَ أَخْلاقًا وَحَوْلا
د. أسامه مصاروه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

✍️بقلم الآديب ✍️ نعمه العزاوي

بقلم الشاعر ✍️🆗👉 احمد زيدان ✍️🆗👉 كلامك منعش وبه اتضاع✍️🌹👉

بقلم الشاعر 🟣⚫ محمد سليمان ابو سند🔵⚪ قرينة الروح⚫🟣