بقلم الشاعر 💢💢 عبد الكريم السعيد 🌐🌐دور البيئة 🔴🌏
دور البيئة المعرفية في تشكيل المتخيل الشعري:
عبدالكريم حنون السعيد
البيئة المعرفية هي المحيط الثقافي والاجتماعي الذي يحيط بالشاعر، والذي يؤثر على تشكيل المتخيل الشعري والشاعرية. المتخيل الشعري هو القدرة على إنشاء صور شعرية وابتكار أفكار جديدة في الشعر. الشاعرية هي الموهبة الشعرية والقدرة على إنشاء الشعر. يعتمد المتخيل الشعري لدى الشاعر على أبعاد متعددة، منها خزين الذاكرة من صور الذكريات، وسعة المتخيل الذي تتحكم فيه سعة المعلومات التي تفرزها التجارب والخبرات، مثل المطالعة والقراءة المستمرة ومتابعة المستجدات في ميدان الشعر، والموهبة التي تصقلها تلك الخبرات. وقد يكون للوراثة تأثير كبير على ظهور تلك الموهبة، ولكن هناك بعدًا مضمرًا في المتخيل الشعري، وهو تأثير البيئة المعرفية على ظهور الموهبة بشكل واضح. ونقصد بالبيئة المعرفية ثقافة المجتمع الذي يحيط بالشاعر ودورها في اتساع المتخيل وظهور الموهبة. تكاد تكون البيئة المعرفية محفزًا قويًا على القريحة الشعرية، لأن نوع المتلقي له دور في تطوير وتنمية شاعرية الشاعر. كما قال الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي:
"لا تنتهي الحياة ما دام الشعر باقيًا" (ديوان المتنبي، ص. 123).وهذا يدل على أهمية الشعر في حياة الأفراد والمجتمعات. بالإضافة إلى ذلك، فإن التفاعل بين الشاعر والمجتمع يمكن أن يثري التجربة الشعرية ويفتح آفاقًا جديدة للإبداع. كما قال الشاعر الفرنسي شارل بودلير:"الشعر هو ما يمنح الحياة قيمة" (أزهار الشر، ص. 45).و هذا يبرز دور الشعر في تعزيز قيمة الحياة وتجربة الإنسان. كما قال الشاعر الإنجليزي وليم ووردزورث:"الشعر هو تجربة الإنسان في الطبيعة" (قصائد منتخبة، ص. 78).
وهذا يدل على أهمية العلاقة بين الفرد والطبيعة في تشكيل الشعر. وقال الشاعر الإنجليزي جون كيتس:"الجمال هو الحق، والحق هو الجمال" (قصائد منتخبة، ص. 123).وهذا يبرز دور الجمال في تشكيل الشعر والشاعرية.
هناك العديد من المفكرين الذين يتفقون مع فكرة أن البيئة المعرفية تلعب دورًا هامًا في تشكيل المتخيل الشعري والشاعرية. منهم إيميل دوركايم، الذي يرى أن المجتمع والبيئة الاجتماعية تلعب دورًا هامًا في تشكيل الفرد والثقافة. وميخائيل باختين، الذي يرى أن اللغة والثقافة تتأثران بالسياق الاجتماعي والبيئي. وبيير بورديو، الذي يرى أن الحقل الثقافي والاجتماعي يلعب دورًا هامًا في تشكيل الفرد والثقافة.
ومن الشعراء الذين قد يتفقون مع هذه الفكرة، روبرت فروست، الذي يرى أن الشعر يعبر عن العلاقة بين الفرد والطبيعة والمجتمع. وقال أيضًا:
"الشعر هو ما يبقى بعد أن تنسى كل شيء آخر" (قصائد منتخبة، ص. 150).وهذا يدل على أهمية الشعر في الحياة والتجربة الإنسانية.
في المقابل، هناك مفكرون وشعراء يختلفون في آرائهم حول دور البيئة المعرفية والمتخيل الشعري. منهم فريدريك نيتشه، الذي يرى أن الشاعرية تنبع من القوة الإبداعية الفردية والرؤية الفلسفية للشاعر. وقال أيضًا:الشعر هو أعلى أشكال التعبير عن الحياة" (هكذا تكلم زرادشت، ص. 200).
وهذا يبرز دور الشاعرية في التعبير عن الحياة والتجربة الإنسانية. ومن المفكرين الآخرين الذين يختلفون في آرائهم، توماس إرنست، الذي يرى أن الشاعرية تعتمد على القدرة الفردية على التعبير عن المشاعر والأفكار. وقال أيضًا إميل سيوران، الذي يرى أن الشاعرية تنبع من القدرة على التعبير عن الوجود الإنساني بطريقة فريدة
في الختام، يمكن القول إن البيئة المعرفية تلعب دورًا هامًا في تشكيل المتخيل الشعري والشاعرية، ولكنها ليست العامل الوحيد. فالشاعرية تعتمد على تفاعل بين العوامل الداخلية، مثل الموهبة والخبرات الشخصية، والعوامل الخارجية، مثل البيئة المعرفية والثقافية التي تحيط بالشاعر. ومن خلال فهم هذا التفاعل، يمكننا أن ندرك أهمية البيئة المعرفية في تشكيل الشعر والشاعرية.
تعليقات
إرسال تعليق