بقلم الشاعر 🎋🎋 عبد الكريم حنون السعيد🎋🎋 ظاهرة اجتماعية 🎋🎋

ظاهرة اجتماعية.... 

في مجتمعنا، 

يعتبر الحزن حالة طبيعية جدًا، ولكن الفرح استثناء. عندما كنا صغارًا، اعتادت مسامعنا على سماع دعاء من أمهاتنا وآبائنا بعد كل ضحكة عميقة أو استغراق في الضحك: "اللهم اجعله ضحك خير". وكذلك بعد كل لحظة فرح: "اللهم اكفنا شره". هذا الخوف من نتيجة الضحكة والفرحة يبدو أنه لم يكن اعتباطيًا أو تخمينًا أو ظنًا ليس في محله، وإنما يبدو قد ثبت لهم بالتجربة أن بعد كل ضحكة أو فرح لابد أن نترقب بحذر، سوف تحصل مصيبة وحزن عقابًا على هذا الفرح والضحكة. حتى سمعت بعضهم يقول: "نحن لا تدوم لنا الفرحة ولا الضحكة". وبعد أن كبرنا، ظلت هذه الثقافة تعيش معنا داخل نفوسنا، نعيش حالة الخوف بعد كل لحظة فرح أو ضحكة عالية، وننتظر المستقبل ماذا يخبئ لنا عقابًا على الفرح والضحك، إلا الابتسامة لم تدخل في هذه المعادلة. ولكن كانوا يعيبون على الشخص كثير الابتسامات، وخصوصًا صاحب الابتسامة القوية، يطلقون عليه "أبو كشرة"

 او  " المكشر" وهي صفة معيبة للرجل او المرأة 

بل ان المرأة اشد عيبا بل  تعتبر منقصة كبيرة... 

لذلك كبرنا ونحن نتخوف من الضحكة ومن الفرح

وحتى الابتسامة ... 

عبدالكريم حنون السعيد