بقلم الساعرة 💢💢 الفة محمد 💢💢 قيود وهمية 💢💢
قيود وهمية
الجزء الثاني
.
في المساء، تحب أميرة فتح نافذة غرفتها للاستمتاع بنسمات الهواء العليلة بتبريد المكان بالطريقة التقليدية المتاحة في تلك اللحظات، تستمع إلى الأغاني المنبعثة من منزل الجيران. لقد اكتشفت منذ فترة من هو المعجب الخفي الذي يواظب على زيارة صديقه في المنزل المجاور. من شرفة غرفته، يستطيع الزائر رؤية أميرة، الفتاة التي يمنعها والدها من الذهاب إلى مكتبة المدينة إلا بعد تحقيق مطول و خاصة قد انقضت السنة الدراسية .
أما الزائر، فهو "طارق"، ابن الجار، الشاب الأسمر الوسيم، الرياضي، الذي يُعتبر مثالا للجاذبية والحيوية. بشرته السمراء تضفي عليه سحرًا خاصا، وعيونه عسليتين تعكس شغفًا وحماسا يجذبان الأنظار. كالقمر الذي يضيء ليالي الصيف، يحمل في قلبه مشاعر عميقة من الحب والسكينة التي تفضحه. كان يحاول جاهدًا إيجاد اللحظة المناسبة للتواصل معها. وعلى الرغم من الحواجز التي يضعها والدها، إلا أن نظراته كانت تحمل شيئا من التحدي والرغبة في كسر تلك القيود بما يرضي الله.
أميرة، التي تراقبه بإعجاب، تجد نفسها تغرق في بحور من المشاعر المتعطشة، كأي فتاة شابة في مقتبل العمر. خاصة وأن قرار والدتها كان صارما
عندما تحدثت عمتها درية عن وصية الجدة:
ـالان وقد اجتازت "اميرة "الثانوية بنجاح لابد من اختيار شعبة قصيرة ،سنتين فقط كافيتان لتصبح معلمة،و بعدها بمشيئة الرحمن يمكن زفاف "أميرة " و''منير".
شعرت أميرة بصدمة كبيرة. كانت تتخيل مستقبلها بشكل مختلف تماما، بعيدًا عن فكرة الزواج التقليدي من منير، الذي عاشت معه سنوات طويلة وكأنه أخ لها.
تذكرت أميرة كيف كانت تلعب معه في الطفولة وكيف كانا يتشاركان الأحلام و الطموحات. لم يكن الزواج من شخص يعتبره قلبها شقيقها مجرد فكرة، بل كان كابوسا بالنسبة لها.
ضحكت والدتها، وكأنها شعرت بقلق ابنتها، وأجابت عمتها بلا تردد: "العالم تطور، ولم يعد هناك مكان لمثل هذه التوصيات. زواج الأقارب يحمل مخاطر صحية، دعونا نترك الأولاد ينعمون بأخوتهم".
تعليقات
إرسال تعليق